قوات الدعم السريع تكثف هجومها في كردفان بعد السيطرة على دارفور في أكتوبر
نُشر في 13 ديسمبر 2025
قُتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وأُصيب تسعة آخرون عندما شَنَّت قوات الدعم السريع هجومًا بطائرات مسيَّرة على مدينة وسط السودان، في تصعيد يرافق اشتداد القتال عبر إقليم كردفان الاستراتيجي الذي قد يحسم مسارات الحرب.
قالت مصادر عسكرية لشبكة الجزيرة إن الضربة استهدفت ساحة قرب مركز شرطة في حي الطيبة بمدينة الأبيض بعد ظهر السبت. وأضافت أن عدة جرحى حالتهم حرجة وتلقى المستشفى إصابات متعددة.
تُبرز الضربة تصاعد الاعتماد لدى قوات الدعم السريع على القدرات الجوية، مع انتقال محورها الهجومي من دارفور إلى مساحة كردفان الشاسعة، التي تحتضن بنى تحتية نفطية حيوية سلعتها مصادر دخل لكل من السودان وجنوب السودان.
أفادت مصادر عسكرية بأن القوات المسلحة السودانية شنت ضربات على مواقع للدعم السريع في بلدة أم عدار بجنوب كردفان، في حين قصفت قوات الدعم السريع مدينة أم روابة في الشمال ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
كما استهدفت طائرة مسيَّرة تابعة للدعم السريع مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوب شرق السودان، ما أدى إلى تدمير مركبة عسكرية وإصابة طاقمها، بحسب المصادر.
شهدت ولايات كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة في الأسابيع الأخيرة، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم ومضاعفًا أزمة إنسانية تعتبرها وكالات الإغاثة من بين الأسوأ في العالم، مفاقمة الأوضاع الانسانية.
حذَّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء بنسبة تصل إلى 70 بالمئة للمجتمعات المهددة بالمجاعة بدءًا من يناير بسبب عجز تمويلي حاد. وقال روس سميث، مدير الاستعداد للطوارئ في البرنامج، إن التخفيضات ستطال أناسًا «على شفير المجاعة» وكذلك مجتمعات معرضة للانزلاق إلى الجوع.
ذكر البرنامج أن 20 مليون سوداني يعانون من سوء تغذية، بينهم نحو 6 ملايين يعيشون ظروفًا شبيهة بالمجاعة. وحذَّر سميث من أن التمويل قد «ينهار» بحلول أبريل، مما يهدد قدرة البرنامج على مواصلة عملياته، ويضع آلافاً إضافيين تحت طائلة الخطر والحرمان.
أسفرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاعها في أبريل 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقرب من 13 مليون شخص، وفق تقديرات منظمات دولية، في أزمة إنسانية مستمرة تتفاقم مع كل موجة جديدة من العنف.