قالت اسرائيل يوم السبت إنها قتلت قيادياً بارزاً في حركة حماس بضربة استهدفت مركبة داخل غزه.
وفي بيان أصدره الجيش، قال إنه «استهدف إرهابياً حماسياً رئيسياً» في مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني التابع لحماس، محمود بصال، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن الضربة أودت بحياة أربعة أشخاص، كما أصيب عدد من المارة جراء الانفجار.
أفادت مصادر محلية بأن الضربة قد تكون استهدفت رائد سعد، وهو قائد كبير في الجناح المسلح لحماس، كتائب القسام.
تمنع إسرائيل بي بي سي من التغطية المستقلة من داخل غزة، وبالتالي لا يمكن للهيئة التحقق بصورة مستقلة من تفاصيل الحادث.
يُعتقد أن سعد واحد من أعضاء المجلس العسكري القيادي الجديد المكوّن من خمسة أشخاص الذي تشكل منذ دخول وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ في أكتوبر.
يُعد سعد من أبرز قادة القسام، وقاد عدداً من الألوية خلال هجمات 7 أكتوبر على المستوطنات الإسرائيلية شرق مدينة غزة.
حاولت إسرائيل اغتياله في مناسبات عدة.
ومن أبرز محاولات استهدافه كانت خلال عملية مفاجئة في مدينة غزة في مارس 2024، حين سعت قوات إسرائيلية بحسب تقارير إلى اعتقاله أو قتله؛ وأفادت مصادر آنذاك بأن سعد كان داخل المجمع المستهدف لكنه نجح في الفرار قبل لحظات من الاقتحام.
طوال أكثر من عقدين اعتُبر سعد واحداً من المطلوبين الأبرز لإسرائيل داخل صفوف حماس، وشملت محاولات استهدافه عمليات متكررة على مدى سنوات.
وقعت هجمة السبت على جانب يسيطر عليه الفلسطينيون من ما يُعرف بالخط الأصفر المزعوم، الذي قسّم غزة منذ دخول وقف إطلاق النار الذي تقوده الولايات المتحدة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر.
تسيطر القوات الإسرائيلية على المنطقة الواقعة شرق هذا الخط، والتي تشمل قليلاً أكثر من نصف مساحة قطاع غزة.
تنص المرحلة الأولى من خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعادة جميع الرهائن العشرين الأحياء و28 القتلى الذين نُقلوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
أسفر ذلك الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص وأخذ أكثر من 250 رهينة.
عادت جميع الجثث والرهائن ما عدا رفات شرطي إسرائيلي، ران غفيلي، 24 عاماً، ويُعتقد أنه قُتل أثناء قتاله مقاتلي حماس في كيبوتس ألوميّم.
منذ ذلك الحين، ووفق ما تصدره وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، سقط أكثر من 70 ألف فلسطيني جراء عمل عسكري إسرائيلي.
التركيز الدبلوماسي يتجه الآن إلى المرحلة التالية من خطة ترامب، والتي تتطلب نزع سلاح حماس كجزء من ما تسميه «نزع التطرف وإعادة إعمار غزة».
وتتصور الخطة إدارة غزة من قبل «هيئة انتقالية مؤقتة فنية وغير حزبية» تشرف عليها «مجلس السلام» برئاسة ترامب.
سيؤمّن الأمن قوة دولية للاستقرار، على أن يظل تركيب هذه القوة غير محدد حتى الآن.
الهدف النهائي هو أن تتولى سلطة فلسطينية مُصلَحة إدارة الإقليم وأن تنسحب القوات الإسرائيلية، وبعد ذلك «قد تتوفر أخيراً شروط طريق قابل للمصداقية نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة».
تبقى العديد من جوانب الخطة مثيرة للجدل داخل إسرائيل، حيث رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مراراً الدعوات لإقامة دولة فلسطينية.
من المقرر أن يلتقي ترامب نتنياهو لمناقشة الخطة في الولايات المتحدة في 29 ديسمبر.