الفلبين: إصابة صيادين وتضرر قارب في اشتباك مع خفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي

اعلنت الفلبين أن سفناً تابعة لخفر السواحل الصيني أطلقت مضخات مياه ذات ضغط عالٍ على صيادين فلبينيين قرب شعاب سابينا المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق «أضرار كبيرة» بقاربَي صيد.

قالت خفر السواحل الفلبيني إن نحو عقدين من قوارب الصيد الفلبينية تعرّضت للهجوم قبل يوم من ذلك، بالقرب من ذات الشعاب التي تقع ضمن المنطقة الاقتصاديه الخالصة للدولة التي تمتد لمسافة 200 كيلومتر (124 ميلاً).

وذكر بيان من مانيلا أن الصيادين تعرضوا لرشات ماء عالية الضغط، كما حاولت سفن صينية تنفيذ مناورات حجب عدوانية أعاقت تحرّك قوارب الصيادين وسعت لتقييد حركتهم.

يشكّل هذا الحادث أحدث حلقة في سلسلة من المواجهات البحرية بين سفن صينية وفلبينية في مياه البحر المتنازع عليها، التي تطالب بها بكين تقريباً بأكملها رغم حكم دولي سابق رفض هذا الادعاء.

وقعت الحادثة يوم الجمعة في منطقة غنية بالأسماك على مسافة نحو 150 كيلومتراً (93 ميلاً) من جزيرة بالاوان الفلبينية.

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني، الكومودور جاي تارييلا، في بيان نُشر على فيسبوك إن «ثلاثة صيادين فلبينيين أصيبوا بإصابات جسدية، تشمل رضوضاً وجروحاً مفتوحة»، وأضاف أن «قاربَيْ صيد أيضاً تعرّضا لأضرار كبيرة نتيجة انفجارات ماء عالية الضغط».

وأفاد البيان كذلك بأن سفينة صينية قطعت حبال مرسى عدة قوارب فلبينية، ما عرض طواقمها للخطر.

ودعا خفر السواحل الفلبيني الجانب الصيني إلى الالتزام بمعايير السلوك المعترف بها دولياً، مع التأكيد على أولوية حفظ الأرواح في البحر على أي ادعاءات بفرض القانون قد تعرض صيادين أبرياء للخطر.

كما أعلن الخفر الفلبيني نشر سفينتي استجابة متعددتي المهام MRRV-4403 وMRRV-4411 لتقديم المساعدة للصيادين المتعرضين للمضايقات، مشيراً إلى أنه بالرغم من محاولات العرقلة المتكررة تمكنت الفرق من الوصول إلى المواجهة وإسعاف المصابين وتزويدهم بالإمدادات الأساسية.

يقرأ  مبابي أكثر ارتياحًا في ريال مدريد ومستعد لخوض تصفيات كأس العالم

بدورها دافعت بكين عن تصرفاتها، ووصفتها بأنها ضرورية للحفاظ على «السيادة الإقليمية» فوق شعاب سابينا، التي أشارت إليها بالاسم الصيني «شيانبين جياو». وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، ليو ديجون، إن سفن القوات اتخذت «إجراءات سيطرة ضرورية، شملت توجيه إنذارات شفهية وطرد بوسائل خارجية، وفقاً للقوانين واللوائح».

واتهم ليو السفن الفلبينية بـ«الاقتحام المتعمد» للشعاب «تحت ذريعة الصيد». من جهته قال تارييلا لرويترز إن بيان خفر السواحل الصيني يمكن تفسيره كإقرار ضمني بسوء التصرف.

وأضافت المصلحة الفلبينية يوم السبت أن سفنها التي أرسلت لإغاثة الصيادين أصيبت بقوى إعاقة متكررة ومنعت من الوصول إلى شعاب سابينا، لكنها أكدت أن الفرق نجحت في الوصول صباح اليوم التالي وقدمت الإسعاف الأولي والإمدادات الضرورية.

تشهد المنطقة تاريخاً من الاشتباكات المتقطعة، فبالإضافة إلى حادثة سابينا جرت مواجهة منفصلة يوم الجمعة عند شعاب سكاربورو (المعروفة في الصين باسم هوانغيان داو)، حيث قالت القوات الصينية إنها «حذرت وطردت» عدداً من الطائرات الصغيرة الفلبينية التي عبرت ما تعتبره أجواءها.

في أكتوبر اتهمت الفلبين سفينة صينية بدهس وإلحاق أضرار بإحدى سفنها الحكومية في جزر سبراتلي، فيما حمّلت بكين مانيلا مسؤولية الحادث. وفي واقعة سابقة أخرى أصيب شخص عندما حطمت نفاثة ماء من سفينة صينية نافذة على جسر سفينة تابعة لمصلحة المصايد بالقرب من شعاب سكاربورو.

تطالب الصين بمنطقة شاسعة من بحر الصين الجنوبي تتداخل مع المناطق الاقتصادية الخالصة لبلدان مجاورة مثل بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام، وهو ما أدى إلى نزاعات إقليمية متكررة. وفي 2016 خلصت محكمة دولية إلى أن مطالبات الصين تفوق الحدود القانونية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لكن بكين رفضت الحكم وامتنعـت عن الانصياع له.

أضف تعليق