يسر صالة GRIMM أن تُعلن عن معرض جديد لأعمال الرسام أنتوني كودهِي، يقام في أمستردام في الفترة من 29 اغسطس إلى 18 أكتوبر 2025. يعرض الفنان لوحات جديدة تستكشف مساحة بين الذاكرة الشخصية والتاريخ المرئي، وتدعو المشاهد إلى مواجهة تفاصيل يومية مشحونة بالعاطفة والدلالة.
ينسج كودهِي مشاهدَه من مادّة بصرية متنوعة: أرشيفات صور، صفحات تاريخ الفن، لقطات سينمائية، أيقونات مديحية، وصور شخصية. من خلال هذا المزج تتبلور مواضيع الهوية الكويرية والحنان، فتتحول اللوحات والرسومات التجسيدية إلى سجلات عاطفية تستند إلى بحث تاريخي معمَّق. تعمل أعماله على التفاوض مع مشاعر الوحدة والعزلة والرغبة والأمان عبر عدسة سرده الذاتي والأساطير المصنوعة بعناية.
كما كتب هنري لوفيفر في نقده للحياة اليومية: «الحياة اليومية لا توجد كعمومية». لوحات كودهِي تجسّد هذه الحجة؛ شخصياته تقرأ مجلات أو تتصفّح هواتفها داخل مشاهد منزلية، تفرك الأكتاف أو تتشابك الأيادي في مرور عابر، تتبادل الكلام داخل حشود، تتقوّس في فضاءات بلا علامة، أو تستلقي بلامبالاة في حقول مزهرة أو فوق ملايات مجعدة. غالباً ما تدير الشخصيات ظهورها للمشاهد، بينما تعكس عيونها نظرات شوق تتجه خارج إطار التكوين.
إثارة وحزن واحتفال وخصوصية — ليست هذه لحظات من عاديّة مموهة، بل مشاهد استثنائية خاصة تنبثق داخل الحياة اليومية نفسها. يبدأ كودهِي كثيراً من الأحيان بكولّاجات وسكتشات مأخوذة من مراجعٍ فوتوغرافية، مستلهِماً من أرشيفاتٍ شعبية كويرية أو من مجموعة مصوّرات عمه الأكبر كيني غاردنر، التي أرّخ لها شريكه إيان ليوانداوسكي. ومن هذه النقاط الانطلاقية يشرع في تكرار المشاهد وتحويرها؛ يولد تركيباته عبر اهتمامٍ حادّ بالألوان وبصناعة العلامة، محافظاً على التزامه بالوسائط التي تقود العمل إلى صورته النهائية من خلال التركييــز على التفاصيل والمواد.