الاتحاد الأوروبي يطلق رحلات إغاثية إلى دارفور مع تفاقم الأزمة الإنسانية

سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تفاقم «الوضع الكارثي» وتهدد كردفان بتكرار الفظائع

نشرت في 15 ديسمبر 2025

أطلقت المفوضية الأوروبية جسرًا جوياً لنقل ثماني رحلات من المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور الذي مزقته الحرب، في محاولة للتخفيف من المعاناة المتفاقمة هناك. وأعلنت المديرية العامة للحماية المدنية وعمليات الإغاثة الإنسانية التابعة للمفوضية أن هذه الرحلات ستحمل مساعدات بقيمة 3.5 مليون يورو (نحو 4.1 مليون دولار) من «إمدادات منقذة للحياة» مخصصة للمنطقة الغربية التي تعاني من «فظائع جماعية وجوع وتشريد» تركت الملايين في حاجة ماسة.

غادرت الرحلة الأولى يوم الجمعة محمّلة بنحو مئة طن من المساعدات من مخزونات الاتحاد الأوروبي ومنظمات شريكة، بحسب بيان المديرية. وستستمر الرحلات طوال هذا الشهر وشهر يناير، حاملةً مواد مائية ومواد للاحتماء ومستلزمات الصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية إلى ما وصفته المديرية بأنه «أحد أصعب الأماكن في العالم لوصول المنظمات الإغاثية».

وأشارت المفوضية إلى أن سقوط عاصمة شمال دارفور، الفاشر، التي استولى عليها الحرس الشعبي المعروف بقوات الدعم السريع في أواخر أكتوبر، مثّل تصعيدًا كبيرًا للوضع الإنساني الكارثي وجعل وصول المساعدات أكثر صعوبة من قبل.

استولت قوات الدعم السريع على الفاشر بعد حصار دام 18 شهرًا حرمَ السكان من الغذاء والدواء والإمدادات الحيوية الأخرى، مما دفع أكثر من 100 ألف شخص إلى الفرار، بينهم أعداد كبيرة اتجهت إلى بلدة التاوية التي تحولت إلى مركز أزمة إنسانية متصاعدة في الإقليم.

وأفاد الفارّون من الفاشر بوقوع عمليات قتل جماعي وخطف وانتهاكات جنسية واسعة النطاق خلال توغّل القوات في المدينة. واتهم مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجماعة بارتكاب «أشدّ الجرائم جسامة».

تزايد المخاوف من وقوع مزيد من الفظائع

يقرأ  طُلِب من أكثر من ٥٠٠٬٠٠٠ شخص إخلاء منازلهم مع اقتراب الإعصار «كاجيكي» من فيتنام

انغمس السودان في حالة فوضى منذ أبريل 2023 عندما اندلعت مواجهات مفتوحة بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة صراع على السلطة في العاصمة والعديد من المناطق الأخرى. ومنذ سيطرة الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، تحرّك القتال شرقًا نحو إقليم كردفان في مسعى من الجماعة وحلفائها للسيطرة على الممر المركزي للبلاد.

تحدد الآن قوات الدعم السريع أهدافها في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، ودلنج أيضًا في جنوب كردفان، وعاصمة شمال كردفان، الأبيض. تقع هذه المدن على محور طولي يربط بين حدود جنوب السودان والعاصمة الخرطوم، والأبيض تقع على طريق رئيسي يربط دارفور بالخرطوم استعادته القوات الحكومية في مارس.

وحذّرت الأمم المتحدة مرارًا من أن إقليم كردفان مهدد بأن يشهد تكرارًا للفظائع التي جرت في الفاشر، إذ أن السيطرة شبه الكاملة لقوات الدعم السريع على مدن دارفور الكبرى تقسم السودان فعليًا إلى نصفين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، بينما تهيمن قوات الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

الان جهود الإغاثة تواجه عراقيل كبيرة بينما تتصاعد مخاطر انتهاكات جديدة وإزاحة جماعية لسكانٍ أبرياء.

أضف تعليق