متحف اللوفر في باريس أغلق أبوابه يوم الإثنين بعدما خاض مئات الموظفين الاضراب احتجاجاً على «تدهور متزايد في ظروف العمل».
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نحو 400 من أصل 2,100 موظف شاركوا في الإضراب، وقطعوا مدخل الهرم الأيقوني للمتحف.
أعلنت ثلاث نقابات رئيسية تمثل عمّال اللوفر — CGT وCFDT وSud — الإضراب الأسبوع الماضي في إخطار موجه إلى وزارة الثقافة الفرنسية. وجاء في الإخطار، الذي وزع على وسائل الإعلام، أن «سرقة 19 أكتوبر 2025 أبرزت قصوراً في الأولويات التي نُبّه إليها مراراً». وأضاف الإخطار أن العاملين «يشعرون بأنهم صاروا خط الدفاع الأخير قبل الانهيار»، وأن الإدارة لم تفعل ما يكفي لرفع وعي الجميع حيال الأزمة التي نواجهها.
مقالات ذات صلة
بالنسبة إلى الموظفين المضربين، كانت السرقة الجريئة لمجوهرات التاج الفرنسي بقيمة 102 مليون دولار في أكتوبر دليلاً صارخاً على وجود خلل عميق وفشل في آليات العمل بالمتحف.
خرج العاملون حاملين لافتات وأعلام نقابية أمام مدخل اللوفر، فيما علّق المتحف إشعارات تُعلم الجمهور بإغلاقه أثناء الاحتجاجات.
لقد كان عام 2025 صعباً على اللوفر؛ حيث حذر الموظفون مراراً من سوء الأوضاع وهددوا بالإضراب. في يناير تسربت مذكرة كتبها المديرة لورنس دي كار تُحذّر فيها من تسريبات مياه والاكتظاظ و«تزايد الأضرار في فضاءات المتحف». ودعت دي كار إلى إصلاح شامل للمتحف الذي تُديره الدولة. وبعد أسبوع أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون خطة ترميم واسعة تُقدّر تكلفتها بـ 700–800 مليون يورو، غير أن انتهاء الأعمال متوقع في 2031، فكان لذلك أثر محدود في تهدئة سخط الموظفين. وفي يونيو أغلق المتحف إثر إضراب عفوي للموظفين.
بعد السطو الشهير في أكتوبر، عبّر الموظفون والجمهور عن غضبهم، حتى إن دي كار تعرضت للتصفيق السلبي (هتافات الاستهجان) في اجتماع للموظفين بعد أيام. وأظهرت تقارير رسمية أن أنظمة الأمن بالمتحف قديمة وغير كافية، فيما اشتكى ممثلو النقابات من تقليص ساعات العمل وتخفيضات في عدد العاملين التي أعاقت قدرة المتحف على تأمين معروضاته.
كما اضطر المتحف في أواخر نوفمبر إلى إغلاق الجناح الجنوبي «سلي» بعد اكتشاف ضعفٍ في بعض الهياكل، وتسبّب تسرب مياه في تلك الفترة في تلف مئات الكتب بمكتبة قسم الآثار المصرية.
حتى الآن لم يصدر من إدارة اللوفر أي تعليق على الإضراب أو على اتهامات النقابات.