أعلن المدّعون الفدراليون في الولايات المتحدة عن توقيف أربعة أفراد من جماعة يسارية مناوئة للحكومة ــ وتدعم القضية الفلسطينية ــ بتهمة التآمر لشن هجمات تفجيرية استهدفت ضباط هجرة وشركات وغيرها في ولاية كاليفورنيا.
في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، قالت المدّعية العامة بام بوندي إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي أجهضا “مؤامرة إرهابية ضخمة ومروعـة” كانت تُحضَّرها مجموعة تُعرف باسم جبهة تحرير جزيرة السلحفاة. وذكرت أن المجموعة ــ ذات التوجه اليساري المتطرف والمناهضة للرأسمالية والمعادية للحكومة ــ كانت تخطط لسلسلة تفجيرات عدة تبدأ ليلة رأس السنة.
ولاحظت بوندي خصوصاً أن من بين الأهداف المخططة لهم عناصر ومركبات مكتب الهجرة والجمارك (ICE). وبحسب لائحة الاتهام، وُجّهت إلى أوْدري إيلين كارول (30 عاماً)، وزاكاري آرون بايج (32 عاماً)، ودانتي غافيلد (24 عاماً)، وتينا لاي (41 عاماً) تهم التآمر وامتلاك جهاز مُدمِّر غير مسجّل، مع توقع توجيه اتهامات إضافية لاحقاً.
المعتقلون الأربعة، القادمون من منطقة لوس أنجلوس، أُلقي القبض عليهم يوم الجمعة في صحراء مهافي بينما كانوا يباشرون عملهم على المخطط، بحسب ما أفاد مساعد المدّعي العام الأول بيل إيسايلي. وأظهرت لقطات مراقبة للمراسلين الموقوفين وهم ينقلون جسمًا أسود كبيرًا إلى طاولة في الصحراء؛ وأكد المسؤولون أن الاعتقال تم قبل أن يتمكنوا من تركيب عبوة قابلة للتفجير فعلياً.
قال إيسايلي إن كارول وضعت خطة مفصّلة لتفجير خمسة مواقع على الأقل، شملت استهداف مركزين لوجستيّين “شبيهيْن بأمازون” تديرهما شركات أميركية في منطقة لوس أنجلوس ليلة رأس السنة. كان من المقرر ترك حقائب تحتوي على عبوات متفجّرة مرتجلة لتنفجر متزامنة عند منتصف الليل، على افتراض أن صوت الألعاب النارية سيخبئ الانفجارات عن الأنظار. كما ناقش اثنان من المشتبه فيهم خططًا لاستهداف عناصر ومركبات ICE بقنابل أنبوبية في مطلع العام المقبل، حسبما جاء في الشكوى.
قال المسؤولون إن المجموعة هي فرع من حركة تُسمّى جبهة تحرير جزيرة السلحفاة، التي تُعلِن أنها تناضل من أجل “تحرير جميع الشعوب المُستعمَرة”. وتصف المجموعة نفسها على فيسبوك كمنظّمة سياسية تدعو إلى “تحرير جزيرة السلحفاة المُحتلّة وتحرير جميع الشعوب المستعمَرة عبر العالم”. ويُستخدم مصطلح “جزيرة السلحفاة” لدى بعض الشعوب الأصلية للإشارة إلى قارة أميركا الشمالية خارج إطار الحدود الاستعمارية التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا، مستندًا إلى حكايات خلقية تصوّر القارة على ظهر سلحفاة عملاقة.
وقد نظّم ناشطون مرتبطون بالمجموعة سابقًا حملات احتجاجية مناهضة للاعتقالات والترحيلات التي تقوم بها ICE، إلى جانب نشاطات مناهضة للاستعمار.
قال قائد شرطة لوس أنجلوس جيم مكدويل إن رغم الخلافات بين المسؤولين الفدراليين والمحليين حول مداهمات إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة، فإنهم يتعاونون معًا لحماية السكان.