كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاده للمخرج روبرت راينر، بعدما أثارت تصريحاته السابقة حول وفاة المخرج — الذي كان ناقداً صريحاً لترامب منذ زمن طويل — موجة استنكار واسعة.
قال الرئيس للصحفيين إن راينر «سيء جداً لبلدنا»، وكان قد كتب على منصة تروث سوشال أن وفاة راينر مرتبطة بما يسميه «متلازمة الهوس بترامب»، وهو تعبير يردده كثيراً لوصف منتقديه.
عُثر على راينر وزوجته ميشيل سينغر راينر ميتين في منزلهما بلوس أنجلوس يوم الأحد، واعتقلت الشرطة ابنهما نيك، البالغ من العمر 32 عاماً، على ذمة التحقيق بتهمة القتل. ولم تشر السلطات إلى دافع محتمل بعد، ولا إلى أي دليل يربط بين مواقف راينر السياسية وانتقاده لترامب وبين الحادث.
في منشوره على وسائل التواصل، الذي وصف وفاة الزوجين بأنه «مأساة حزينة»، انتقد ترامب راينر بالقول إنه «كان معروفاً بأنه يدفع الناس إلى الجنون بهوسه الغاضب تجاه الرئيس دونالد جي. ترامب». وقد قوبلت تلك التصريحات بانتقادات واسعة، ومن بينهم جمهوريون بارزون.
قال ممثل كنتاكي توماس ماسي، وهو جمهوري سبق وأن اختلف مع ترامب منذ عودته للبيت الأبيض في يناير، في منشور على منصة إكس: «بغض النظر عمّا شعرت به حيال روبرت راينر، هذا خطاب غير لائق ولا يحترم رجلاً تعرّض لجريمة قتل وحشية». وأضاف: «أظن أن زملائي المنتخبين في الحزب الجمهوري، ونائب الرئيس، وموظفي البيت الأبيض سيتجاهلون الأمر لأنهم خائفون؟ أتحدّى أي شخص أن يدافع عنه».
من جانبها قالت النائبة جورجيا مارجوري تايلور غرين — التي كانت دعماً قوياً لترامب قبل أن تتحول في الآونة الأخيرة إلى ناقد متكرر — إن «هذه مأساة عائلية وليست قضية سياسية أو صراعاً بين أعداء»، وأن المواجهة يجب أن تُقابل بالتعاطف.
كما بدا عدد من كبار أعضاء الحزب الجمهوري يحاولون الابتعاد عن تلك التصريحات. فقد قال السناتور جون كينيدي، ممثل لويزيانا، إنه يرى أنه كان ينبغي على ترامب الامتناع عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات: «أظن أنّ الرجل الحكيم قال مرة: لا تقل شيئاً. لماذا؟ لأنه كان حكيمًا. أعتقد أن الرئيس كان ينبغي أن يصمت. عندما يصرح الرئيس بمثل هذه الكلمات، فإن ذلك يبدّد اهتمام الناس بإنجازاته السياسية».
كان راينر ديمقراطياً مدى الحياة وناشطاً ليبرالياً بارزاً، وغالباً ما توجّه بانتقادات لترامب. ففي 2017 وصفه بأنه «غير مؤهل عقلياً» لتولي المنصب، وفي أكتوبر الماضي قال إنه يعتقد أن ترامب يقود البلاد نحو عصر «الاستبداد الكامل».
بعد ساعات من منشوره على وسائل التواصل، كرر ترامب آرائه عن راينر في تصريحات أدلى بها للصحفيين في المكتب البيضاوي، واصفاً المخرج بأنه «شخص مختل» كان جزئياً «وراء» مزاعم سابقة عن تواطؤ مع روسيا ضد حملة ترامب. وأضاف: «لم أكن من محبي روبرت راينر إطلاقاً، بأية صفة كانت».
ليست هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها ترامب خصوماً سياسيين بعد وفاتهم. فعقب وفاة السيناتور عن أريزونا جون مكين عام 2019 — الذي كان يتبادل الخلافات مع ترامب بشكل متكرر — قال ترامب آنذاك إنه «لم يكن يوماً من المعجبين به ولن يكون». وفي حادثة أخرى في نفس العام، ألمح ترامب بأن النائب الديمقراطي الراحل جون دينجل قد يكون «ينظر إليه من القبر»، وهو تعبير فُسّر على نطاق واسع على أنه إشارة إلى أن دينجل في الجحيم. وردّ البيت الأبيض لاحقاً على تلك التصريحات بأن الرئيس «كان يمازح فقط».
كان راينر، الذي توفي عن 78 عاماً، معروفاً بإخراجه لعدة أفلام أيقونية عبر عوالم سينمائية مختلفة، من بينها This Is Spinal Tap وStand By Me وMisery وA Few Good Men.
تزوّج ميشيل، وهي ممثلة ومصوّرة ومنتجة، في عام 1989، وذكر لاحقاً أنهما تعرفا أثناء تصوير أحد أشهر أفلامه When Harry Met Sally. وكان للزوجين ثلاثة أولاد، من بينهم نيك. وتملك ميشيل، البالغة من العمر 68 عاماً، وكالة الإنتاج والتصوير Reiner Light.