مقاتلو م23 المدعومون من رواندا يعلنون انسحابهم من بلدة استراتيجية بشرق الكونغو بناءً على طلب وساطة أمريكي
أعلنت حركة م23 المسلحة أنها استجابت لطلب وجهته الولايات المتحدة بالانسحاب من بلدة أفيرا الواقعة في مقاطعة كينيا الشمالية (جنوب كيفو) قرب الحدود مع بوروندي، بعد السيطرة عليها الأسبوع الماضي.
نشر كورنيل نانغا، زعيم ائتلاف «حلف نهر الكونغو» الذي يضم مجموعة م23، بياناً موقعاً على منصة X الثلاثاء أكد فيه أن المقاتلين سيغادرون البلدة «بناءً على طلب الوساطة الأمريكية».
من تغطية ميدانية من أفيرا، أفاد مراسل الجزيرة آلان وياكاني أن «لا شيء تغيّر أفي صباح الثلاثاء»، إذ ما زالت عناصر م23 مرئية داخل البلدة. ونبه الائتلاف إلى أن الجيش الكونغولي وحلفاءه سبق أن استغلوا انسحابات مماثلة لاستعادة مناطق واستهداف مدنيين اعتبروا موالين للمتمردين.
السيطرة على البلدة الأسبوع الماضي هددت اتفاقية سلام توسطت فيها واشنطن بين كينشاسا ورواندا، والتي وُقِّعت قبل أيام قليلة، كما زعزعت إطار الاتفاق الذي وقعه المتمردون والحكومة الكونغولية في الدوحة. وصف الائتلاف هذه الخطوة بأنها «مبادرة أحادية لبناء الثقة» تهدف إلى منح «عملية السلام في الدوة» أفضل فرصة للنجاح، ودعا ضامني العملية إلى الإشراف على نزع السلاح وحماية سكان البلدة وبنيتها التحتية، ومراقبة وقف إطلاق النار عبر نشر قوة محايدة.
الولايات المتحدة مستعدة «للتحرك»
اتفاقية إطار الدوحة التي تم التوصل إليها في نوفمبر رسمت خارطة طريق لوقف القتال وتحسين الوضع الإنساني في البلاد، واستندت إلى إعلان مبادئ وقع في يوليو يتعلق بمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار، لكن هذا الإعلان لم يتناول مسألة انسحاب متمردي م23 من الأراضي الكونغولية.
وقعت قيادة الكونغو ورواندا اتفاق سلام في واشنطن قبل استيلاء م23 على أفيرا، ومن ثم اتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو رواندا — التي تنفي دعمها للمتمردين — بـ«انتهاك صريح لاتفاقية واشنطن». وقال على منصة X إن الولايات المتحدة «ستتخذ إجراءات لضمان الالتزام بالوعود المقطوعة للرئيس».
رأي محللين
رأى بول-سيمون هاندي، المدير الإقليمي لشرق إفريقيا بمعهد دراسات الأمن، أن تحركات م23 في أفيرا تندرج في إطار «تكتيك تفاوضي» لخلق واقع ميداني يدفع حكومة الكونغو إلى تقديم تنازلات إقليمية واقتصادية. وأضاف أن إعلان الانسحاب قد يكون «نتيجة مباشرة للرد الأمريكي القوي للغاية». وتابع: «لو كانت هناك نية حقيقية لإعطاء السلام فرصة لكان عدم الاستيلاء على أفيرا بعد توقيع اتفاقي واشنطن والدوحة أفضل دلائل ذلك. السيطرة ثم الإعلان عن الانسحاب تكتيك رأيناه من قبل — الاستيلاء على مناطق، الظهور بالانسحاب، ثم استعادتها لاحقاً».
آثار إقليمية وإنسانية
أدى تقدم المتمردين في أفيرا الواقعة على ساحل بحيرة تانجانيقا إلى تقريب مسرح العمليات من حدود بوروندي، التي تحتفظ منذ سنوات بقوات في شرق الكونغو، مما أثار مخاوف من امتداد النزاع إقليمياً. وقد تسبب القتال منذ يناير في مقتل آلاف وتشريد مئات الآلاف داخل البلاد وخارجها.