تقرير جامعة ييل يكشف محاولة قوات الدعم السريع للتستر على فظائع وعمليات دفن جماعي في السودان

تقرير مختصر — معطيات مختارة من مختبر البحوث الإنسانية بمدرسة ييل للصحة العامة

كشف تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة عن أدلة تُشير إلى أن مجموعة مسلحة سودانية قامت بحملة ممنهجة، استمرت أسابيع، لطمس أدلة عمليات قتل جماعي في مدينة إلفاشر. ووفق الدراسة، فإن قوات الداعم السريع استهدفت مدنيين يحاولون الفرار من المدينة ومن يلتمسون الملاذ في حي الدرجـة الأولى، حيث وقعت المجازر.

تؤكد النتائج أن الحملة تضمنت دفن الجثث وحرقها وإزالتها على نطاق واسع، في نمط متكرر لإخفاء آثار القتل، وما زال هذا النمط مستمراً. اعتمدت الدراسة على تحليل صور الأقمار الصناعية، وبيانات مفتوحة المصدر، وتقارير إعلامية محلية، وتقنيات الاستشعار عن بُعد، إضافةً إلى خبرة باحثي ييل الذين راقبوا مسار الحرب في السودان لسنوات.

مخرجات رئيسية
– سيطرة ق.د.س على الفاشر أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 1,500 شخص خلال 48 ساعة بعد سقوط المدينة في 26 أكتوبر، بحسب مجموعات المراقبة.
– حدّد الباحثون أنماطاً متكررة للقتل: قتل أثناء الفرار، عمليات قتل جماعي من منزل إلى منزل وبأسلوب الإعدام، قتل جماعي في مواقع مرتبطة بالاحتجاز وفي منشآت عسكرية.
– رصد الباحثون مجموعات من الكائنات التي تتوافق مع بقايا بشرية في محيط إلفاشر. وبحلول 28 نوفمبر، لوحظ أن حجم هذه التجمعات تقلّ في 72% من الحوادث، وأن 38% اختفت تماماً، ما يُشير إلى محاولات متعمدة لإخفاء الجثث.
– سجَّل التقرير على الأقل 20 حالة لحرق أجسام بشرية و8 حالات لاضطراب في التربة يشير إلى دفن أو نقْل رفات.

خلفية وصياغة الفعل
نشأت قوات الدعم السريع من مليشيا معروفة باسم الجنجويد، التي اتُهِمت بارتكاب إبادة خلال صراع دارفور في أوائل الألفية. وقد وُجّهت اتهامات مماثلة لقوات الدعم السريع من قبل دول ومنظمات دولية في إطار الحرب الحالية. وفي تطور منفصل هذا الشهر، اتهمت جمعية أطباء سودانيين البعثة المسلحة باغتصاب ما لا يقل عن 19 امرأة أثناء سعيهنّ للفرار من المدينة.

يقرأ  أفضل ١٢ طرازًا طوّرها فريق فورد SVT على الإطلاق

الآثار الإنسانية والامتداد الجغرافي
منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تحوّل السودان إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. يُعتقد أن عشرات الآلاف قد قُتلوا، فيما فاق عدد المشردين 13 مليون شخص، وتحتاج أعداد تصل إلى 30 مليون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع سقوط إلفاشر، شَنّت الجماعة المسلحة هجوماً موازياً على منطقة كردفان، ما أثار مخاوف من وقوع مزيد من المجازر خلال القتال في تلك المناطق؛ فقد قُتل أكثر من 116 شخصاً، بينهم أطفال، في هجوم حديث استهدف حضانة ومواقع أخرى في كالوجي بجنوب كردفان.

السياسة والشرعية
بالرغم من الإدانة الدولية الواسعة، سعت قوات الدعم السريع إلى تقديم نفسها فعلاً كفاعل سياسي شرعي، فأعلنت في يونيو تشكيل حكومة موازية يقودها محمد حمدان “حميدتي” دقلو، لتنافس سلطات الجيش في الخرطوم.

الخلاصة
يوفّر تقرير ييل دليلاً موثوقاً على نمط منهجي لإخفاء جرائم قتل جماعي في إلفاشر عن طريق الدفن والحرق والنقل، وهو ما يستدعي تحقيقات دولية فورية وتدخلاً إنسانياً لحماية المدنيين ومعاقبة المسؤولين.

أضف تعليق