القطب الشمالي يسجّل أسخن عام منذ ١٩٠٠ وسط استمرار أزمة المناخ

تقرير: أعلى درجات حرارة مسجّلة وفقدان واسع للغطاء الثلجي بينما تسير الولايات المتحدة مع دول القطب نحو توسيع التنقيب عن النفط

أظهر تقرير جديد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة وتراجعا كبيرا في الثلج والجليد في المنطقة القطبية، التي وُصفت بأنها «تدفأ أسرع بكثير من بقية الكوكب». وأشار تقرير “بطاقة حالة القطب” السنوية الصادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) إلى أن درجات حرارة سطح الهواء في القطب الشمالي خلال الفترة من أكتوبر 2024 حتى سبتمبر 2025 كانت الاعلى المسجلة منذ عام 1900.

غطّى التقرير، الذي شارك في إعدادِه 112 مؤلفا من 13 دولة، عقدا من درجات حرارة قياسية حول القطب الشمالي. وخلال 47 عاما من مراقبة الصور الفضائية، بلغ الجليد البحري الشتوي أدنى مستوياته في مارس 2025، في حين كان الغطاء الثلجي فوق المنطقة القطبية في يونيو يعادل نصف ما كان عليه قبل ستة عقود.

بطاقة القطب هي الإصدار العشرون السنوي الذي تصدره NOAA، وهي وكالة حكومية أميركية شهدت، حسب التقرير، تغييرات في نطاق عملها خلال الإدارة الأميركية السابقة. وعند عرض النتائج في مؤتمر صحفي، سأل أحد المراسلين عن تصريحات لمسؤولين بالوكالة في إدارات سابقة تربط التغيّرات البيئية في القطب بتلوث الوقود الأحفوري؛ فردّ ستيفن ثور، العالم العلمي بالوكالة بالإنابة، دون أن يذكر مصادر الوقود الأحفوري أو تغيّر المناخ صراحة: «ندرك أن الارض تتغير بشكل دراماتيكي. دورنا داخل NOAA هو محاولة التنبؤ بما سيحدث مستقبلا من خلال توثيق ما يحدث اليوم».

ويقول مركز سابين لقانون تغيّر المناخ في جامعة كولومبيا إن وكالات فيدرالية عدة حذفت مرجعيات لتغيّر المناخ من مواقعها الإلكترونية خلال إدارة ترامب الثانية، بما في ذلك «صفحة كاملة عن تغيّر المناخ على موقع البيت الأبيض» ومحتوى يقيّم قابلية المناطق لخطر الحرائق على موقع وزارة الزراعة الأميركية. وأضاف المركز أن باحثين فيدراليين شاهدوا اختفاء دراساتهم من مواقع الوكالات.

يقرأ  هونغ كونغ تصوت في انتخابات وسط حداد المدينة على ضحايا حريق مميت

دول القطب تدرس توسيع التنقيب عن النفط مع ذوبان الجليد

على الرغم من الأضرار البيئية المتلاحقة الناجمة عن تغيّر المناخ، تخطط دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والنرويج، لتوسيع عمليات التعدين والتنقيب في منطقة القطب. وفي أكتوبر، قال مبعوث الاستثمار الكرملين كيريل دميترييف على منصة X إن مقترح خط سكة حديد وطريق شحن بطول 112 كلم بين سيبيريا وألاسكا سيفتح الباب أمام استكشاف موارد مشتركة بين البلدين. وأضاف دميترييف أن روسيا «تنظر بلا شك إلى فرصة مشاريع مشتركة بين روسيا والصين والولايات المتحدة، بما في ذلك في منطقة القطب، وخصوصا في قطاع الطاقة»، وفق ما نقلت عنه وكالة تاس الرسمية.

وأعلنت إدارة ترامب أيضا عن خطط جديدة للتنقيب البحري تشمل طرح 21 عقد إيجار نفطية وغازية لخمس سنوات في مناطق من خليج ألاسكا حتى القطب الشمالي العالي، وهو ما اعتُبر تنفيذًا لوعده الانتخابي المعروف بشعار «احفر يا صغيري، احفر».

تتعارض هذه الخطوات مع نتائج استطلاع أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعة أكسفورد عام 2024 بين دول العالم، الذي أظهر أن 80% من المشاركين يريدون مضاعفة الجهود لمواجهة تغيّر المناخ. وفي الوقت نفسه، تواجه الدول والشركات التي تدفع قدما بمشروعات الوقود الأحفوري تحديات قانونية متزايدة، منها حكم أصدرته محكمة العدل الدولية اعتبر أن الملوثين يتحملون مسؤولية تغيّر سلوكهم والتقليل من أضرارهم.

أضف تعليق