جوكستابوز — علي إيال «تخيّل، كل هذا حدث قبل ساعة واحدة فقط» فرانسوا غيبالي · نيويورك

تتشرف غرانسوا غيبالي بأن تقدم المعرض الفردي الأول للفنان العراقي علي إيّال بعنوان: «تخيّل، كل هذا حدث قبل ساعة واحدة فقط». يعمل إيّال عبر وسائط متعددة — من الرسم والتلوين إلى التجميع والسينما — مستكشفًا تشابك الذاكرة الشخصية مع عنف الدولة والخسارة. وُلِد في بغداد عام 1994، ويُحيل معظم ممارسته الفنية إلى أماكن تلاشت أو تبددت: ظلمة غرفة طفولة لم تُوصَل بالكهرباء في قلب المدينة، مزرعة عمٍ جنوب بغداد، ومساحات أسرية أخرى دمرتها الحرب وأصبحت موجودة فقط في خيال الفنان الذي يعود إليها مرارًا عبر طرق متعرجة من الاستدعاء وإعادة التفسير. تتكشف صوره ببلاغة كاريكاتورية أحيانًا ومشبعة بالغرائبية، متجنبة الواقعية المباشرة، ومستلهمة من المبالغة والتشويه أداةً أكثر حدة لتمثيل ما يسميه «ما بعد الحرب» — ذلك الأثر النفسي المستمر للصراع وطريقة استمرار ارتداد العنف الرسمي في نفوس الناجين والمشتتين طويلاً بعد انتهاء المواجهات. تفيض لوحاته بالألوان والأحداث، وتنبض تركيباتها الكثيفة بمنطق داخلي يرفض القراءات السطحية؛ وفي هذا الرفض يتحول خيال الفنان إلى ممارسة إلحاح على سردٍ مظلوم أو منسي.

في «تخيّل، كل هذا حدث قبل ساعة واحدة فقط» يعرض إيّال مجموعة لوحات زيتية ورسومات مؤطرة تدمج ذكريات الطفولة، شخصيات متكررة، أساطير عائلية، وإيحاءات بالنفي والمراقبة والاختفاء. يوحي عنوان المعرض بالانهيار الزمني المميز لذاكرة الصدمة، حيث تستمر الأحاث الماضية بحضور مفاجئ في الحاضر. في الأعمال تُرسم أفكار الأفراد غالبًا عبر قصاصات سردية أو أبواب حرفية محفورة في رؤوسهم، أو عبر اندماجها في اللحظة الحاضرة بوضوح هلوسي. تنتقل اللوحات بين منظورات وخطوط زمنية مختلفة بمنطق بصري يذكر بجوانب من تيار الوعي والواقعية السحرية والمرثية. في العمل «هل يمكنك أن ترسم هذا؟» (2025) يدمج إيّال ذاكرة والدته وهي تشير إلى الأبواغ الزرقاء–الخضراء على برتقالة متعفنة مع رؤى لجنود مسلحين يفتشون غرفته. لوحة الألوان والفرشاة الموضوعة عند الحافة السفلية تُذكّر المتلقي بأن المشهد المركّب، مع أنه مبني على وقائع حقيقية، فهو أيضًا اختراع للعين الذهنية. هذه النفاذية بين الداخل والخارج، والحقيقي والمتخيّل، تؤطر الساحة النفسية التي يتحرك فيها الفنان. وتنتشر رسوماته على أسطح متعددة: ورق واشي، رقائق خشب، كرتون، صفحات مشطَّبة من دفاتر الرسم ومخلفات أخرى — مجموعة مواد بعضها ثمين وبعضها زائل، تضفي على العمل صفة رحّالة وتشير إلى صور تُسترجَع في منتصف الرحلة أو تُنقذ من بقايا الزمن.

يقرأ  الفائزون المذهلون بصور الشمس والقمر جوائز «مصوّر الفلك لعام 2025»

في منتصف الصالة تقف منحوتة إيّال بعنوان: «إلى أين تذهب جدران المتحف عندما تُنسى؟» (2021–2025). تتألف من سترة خضراء داكنة مهترئة، ربما من طراز عسكري، معلّقة على قاعدة خشبية وبفتحها الأمامي تكشف عن باطن مبطَّن بديدان خزفية ورسومات مخيطة على قصاصات قماش. مصباح موضوعة على الأرض يضيء الداخل من الأسفل، فيمشط السترة بضوء يجمع بين الطابع الجنائي والطقسي. تردّد اليسروع — كائنات متحولة تتغذى على نسيج السترة وعلى الصور المحتواة داخلها — رغبة إيّال الأوسع في عمليات إعادة التصوّر. هنا، كما في باقي المعرض، تكشف الذاكرة عن نفسها ليست ثابتة تمامًا ولا سائلة تمامًا، بل متحولة تدريجيًا بفعل فعل الاستدعاء.

علي إيّال (ولد 1994، بغداد) يقيم ويعمل في لوس أنجلوس. حاز شهادة البكالوريوس من معهد الفنون الجميلة، بغداد. تشمل معارضه الفردية الأخيرة «تاريخ موجز» في نيويورك وSAW Gallery في أوتاوا. شارك في معارض جماعية بارزة منها بينالي ميركوسول الرابع عشر في بورتو أليغري، البرازيل؛ بينالي مدينة كيبك، كندا؛ بينالي الشارقة الخامس عشر، الإمارات؛ الدورة الثامنة والخمسون لـ Carnegie International في بيتسبرغ؛ مركز شيكاغو الثقافي؛ دوكومنتا 15 في كاسل؛ MoMA PS1 في نيويورك؛ ومركز بيروت للفن. تُعرض أعماله الفيديوغرافية ضمن الدورة الثانية والعشرين لبينالي Sesc_Videobrasil في ساو باولو؛ Rencontres Internationales في باريس؛ VITRINE x Kino Screenings في لندن؛ منصة الشارقة السينمائية؛ ومهرجان القاهرة للفيديو. تضم مجموعات تحفظ أعماله متحف الفن المعاصر في لوس أنجلوس، مؤسسة Kadist في باريس، ومؤسسة برجيل في الشارقة.

أضف تعليق