أوزموند شيا، مراسل الشؤون الاقتصادية
يُعرض شعار وارنر براذرز في ستديو وارنر براذرز في بوربانك بولاية كاليفورنيا في 5 ديسمبر 2025.
أبلغت شركة وارنر براذرز ديسكفري مساهميها بضرورة رفض عرض الاستحواذ الذي قدمته شركة باراماونت سكاي دانس بقيمة 108.4 مليار دولار (نحو 80.75 مليار جنيه إسترليني).
وكانت باراماونت قد وصفت عرضها بأنه «أعلى» من صفقة قيمتها 72 مليار دولار أبرمتها وارنر مع نتفليكس لبيع أصول الأفلام والبثّ. لكن في تطور درامي لمسار السيطرة على أحد أقدم وأشهر استوديوهات هوليوود، أوصى مجلس إدارة وارنر براذرز بالإجماع برفض عرض باراماونت وأكد أن الاتفاق مع نتفليكس يصب في مصلحة الشركة.
وضعت الشركة نفسها في طور البيع منذ أكتوبر بعد تلقيها «عدة» عروض واظهار اهتمام من مشترين محتملين، من ضمنهم اتصالات من باراماونت سكاي دانس. وفي الخامس من ديسمبر، أعلنت وارنر براذرز ديسكفري موافقتها على بيع أصولها السينمائية وخدمات البث إلى نتفليكس.
في إفادة قانونية مطولة، أكد مجلس إدارة وارنر أن العرض الأعلى من باراماونت ينطوي على مخاطر كثيرة وجدية، ونفى بشدة أن عائلة إيلسون — إحدى أغنى العائلات في أمريكا — تقف خلف تمويل ذلك العرض. وتعتمد باراماونت على دعم عائلة إليسون المليارديرية، التي تربطها علاقات وثيقة بالرئيس.
واعتبر مجلس الإدارة أن عرض نتفليكس ممول بشكل جيد ويمنح قيمة أفضل على المدى الطويل للمساهمين، في انعكاس لموازين القوة الحالية في صناعة الترفيه. ورحبت نتفليكس بتوصية مجلس وارنر؛ واصفاً تيد ساراندوس، المدير التنفيذي المشارك في نتفليكس، اتفاق الاندماج بأنه «أفضل» وفي «مصلحة المساهمين».
وجّهت نتفليكس رسالة إلى مساهمي وارنر أكدت فيها أن عرضها يتسم بهيكل تمويل أوضح ومخاطر تنظيمية أقل. مع ذلك، قد تعود باراماونت بعرض جديد، ما يعني أن ملحمة الاستحواذ التي تهيمن على قطاع السينما في هوليوود لم تنتهِ بعد.
في الأسبوع التالي لإعلان نتفليكس عن صفقتها لشراء وارنر، أطلقت باراماونت سكاي دانس عرضًا جديدًا للاستحواذ على الشركة بأكملها، بما في ذلك شبكاتها التلفزيونية. ومن المتوقع أن يواجه أي استحواذ مراقبة دقيقة من هيئات المنافسة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وسيمنح المالك الجديد لوارنر ميزة كبيرة في سوق البث التنافسي، عبر مكتبة ضخمة من الأفلام والمسلسلات تضم عناوين مثل هاري بوتر وسلسلة MonsterVerse، وFriends، بالإضافة إلى منصة HBO Max. وقد انتقد بعض العاملين في صناعة السينما خطة دمج كامل أو جزئي لوارنر مع منافس؛ فقد طالبت فرعا نقابة كتّاب أمريكا في الساحل الشرقي والغربي بمنع الاندماج، معتبرين أنه سيؤدي إلى خفض الأجور وتسريح موظفين، كما سيقلل من حجم المحتوى المتاح للجمهور.