أعلن متحف أوكلاند بولاية كاليفورنيا (OMCA) عن تنظيم معرض رجعي شامل للفنانة المحلية ميلدريد هوارد، من المقرر افتتاحه في يونيو المقبل.
حمل المعرض عنوان «شعرية الذاكرة» وسيجمع أعمالاً تمتد لخمسين سنة من مسيرة هوارد، كما سيضم أعمالاً جديدة للفنانة الثمانينية التي نالت زمالة غوغنهايم لعام 2025. سيرافق المعرض كتالوغ موثّق بالكامل، ويعمل المتحف حالياً على تنظيم巡حة وطنية له.
تتجاوز علاقة هوارد بمتحف أوكلاند تاريخ المؤسسة الرسمي الذي بدأ بتأسيسها عام 1969 نتيجة دمج متحف للفن مع متحف للتاريخ ومتحف للعلوم الطبيعية؛ فهي تتذكّر زياراتها للمتحف في نشأتها حينما كان مقراً في منزل كامرون-ستنفورد على ضفاف بحيرة ميريت.
مقالات ذات صلة
«لقد كانت لي علاقة مستمرة مع المتحف المحلي لسنوات عديدة»، قالت هوارد في مقابلة هاتفية مع ARTnews. «ذهبت إليه طفلة، وأخذت إليه طلابي، وشاركت في معارضه»، من بينها معرض «مراثٍ عالمية: الفن والتقدمة للأموات» عام 2003 ومعرض «أكثر من ثلاثين رساماً وفناناً في إيست باي» عام 1996.
وأضافت: «أن يُقام المعرض في الولاية التي أعيش فيها، وفي مجتمعي، هذا شرف حقيقي».
يملك OMCA أيضاً عملاً لهوارد يعود إلى 1989 بعنوان TAP: Investigation of Memory، يتكوّن من حقل من صنابير معدنية، أحذية رقص بيضاء، كشك تلميع أحذية تاريخي، ومكوّن صوتي. أعاد المتحف تركيب العمل ضمن معرض عام 2019، وكانت تلك الفرصة الأولى التي عملت فيها القيّمة العليا كارين أدامز مع هوارد.
صُمم TAP أصلاً كمُنشأة مَوقعيّة خاصة للمعرض السنوي لمعهد سان فرانسيسكو للفنون عام 1989، لكن العمل دخل إلى مقتنيات المتحف بتعليمات قليلة حول كيفية تكييفه لأماكن عرض مختلفة. قالت أدامز لــ ARTnews: «هذا ليس أمراً غريباً بحد ذاته، لكنه يعني أننا اضطررنا للعمل طويلاً مع ميلدريد لنفهم أفضل السبل للعناية بالعمل الفني — ولإعادته إلى الحياة بطريقة جديدة».
بالنسبة إلى هوارد، كانت قيمة العمل مع معدّي التركيبات في المتحف كبيرة، إذ أنها عندما نفذته أول مرة عام 1989 ألصقت آلاف الصنابير بنفسها على الأرض. «هذا يحدث فرقاً عندما تحصل على هذا النوع من المساعدة وهذا النوع من الإتقان — لهذا لديهم معدّون»، قالت وهي تضحك.
استغرق التخطيط لذلك العرض نحو ست سنوات، وأثار لدى أدامز تساؤلات حول كيف يمكن للمتحف أن يواصل تاريخ تعامله الطويل مع هوارد. قالت أدامز: «بوصفي قيّمة، بدأت أفكر بجدّية في الدور الذي يمكن أن نقوم به لترسيخ إرثها عندما بدأنا معاً في إعادة تركيب TAP. أردنا فعل شيء يكرّم مكانتها في مشهد الفنون بمنطقة الخليج.»
عندما اقترحت أدامز إقامة معرض رجعي على هوارد، ترددت الفنانة في البداية قائلة: «كنت مهتمة أكثر في هذا الوقت بعرض أعمال لم تُعرض كثيراً، خاصة أعمالي التركيبية. أعتقد أن ذلك يقدم طريقة مختلفة في التفكير والنظر والملاحظة. لكن كلما ناقشنا نطاق الأعمال التي قمت بها، ازداد اهتمامي.»
رغم أن TAP لن يكون جزءاً من المعرض الرجعي المقبل، فإن تركيبتيْن كبيرتيْ النطاق ستُعرضان: «غراب أسود في سماء حمراء» (المعروف أيضاً باسم «سقوط بيت الدم») من عام 2005، و«عبور» من 1997 الذي يُعاد تكوينه لعرض 2026. قالت هوارد إنها حريصة خصوصاً على إعادة «غراب أسود في سماء حمراء» إلى منطقة الخليج لأنه لم يُعرض خارج تاكوما، واشنطن من قبل. أما «عبور» فقد سافر من إنجلترا إلى القاهرة، لكن آخر عرض له في منطقة الخليج كان في سنة صناعته ضمن «معرض الذكرى الثلاثين» بمركز بيركلي للفنون.
«مثل كثير من أعمال ميلدريد، هناك مكوّنات مادية [في التركيبات]، لكنها كثيراً ما تسمّي جودة الضوء أو الجو المحيط بالتركيب مادّة من مادّات العمل»، قالت أدامز. «لذا نحن نحاول أن نحدد معها ما الذي سيكون عليه ذلك في هذه النسخة.»
إلى جانب تلك التركيبات الضخمة، سيضم معرض «شعرية الذاكرة» أعمالاً صغيرة النطاق، من النحت والتجميع إلى الأعمال على الورق. وسيضم أيضاً عملاً سينمائياً جديداً بعرض يبلغ 75 قدماً يتضمن لقطات صوّرتها هوارد عندما سافرت مع والدتها إلى الجنوب أثناء دراستها الثانوية.
سيقدم المعرض أيضاً منحوتات من سلسلة هوارد الأخيرة «التعاون مع الإلهامات» التي عُرضت في 500 Capp Street وفورت بوينت في سان فرانسيسكو. في تلك السلسلة غلّفت تماثيل تمثل أربعة رجال كانوا دعاة للعبودية ضد السود والشعوب الأصلية في كاليفورنيا: فرانسيس سكوت كي، جونيبيرو سيرا، بيتر بورنت، وويليام جوين.
«هذا توقيت مثالي لأن الفن مهدَّد الآن، والأصوات تُخنق»، قالت هوارد عن تلك السلسلة. «لكن الآن هو الوقت المناسب للحديث ومعالجة تلك القضايا.» «إنها طريقتي في مخاطبة العالم وتعقيداته.»
ميلدريد هوارد — The History of the United States with a Few Parts Missing (2007).
تصوير: إد مومفورد / بإذن باراش هايجن، لوس أنجلوس
خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، كانت هوارد منتِجة إلى حدٍّ كبير؛ وقالت آدامز إن قائمة الأعمال الممكن عرضها في المعرض كانت لتكون أضخم عدّة مرات لو توفرت مساحة أكبر. التحدّي كان أن نتاكد من إبراز لحظات مختلفة من مسيرتها بحيث يشعر الجمهور بشدة ممارستها الفنية من غير أن يُغرَق في الكم.
أثناء الإعداد للمعرض، عملت هوارد أيضاً على التبرع بأرشيفها لمكتبة بانكروفت في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، وشاركت آدامز هوارد في فرز هذه المواد. من خلال تلك المراجعة، باتت آدامز ترى كيف أن ثيمات متكرّرة كانت تدور حول ممارستها لسنوات عديدة، ويبدو أن الوقت أصبح مناسباً الآن لربط بعض هذه المحاور ببعضها.
إحدى أهم محاور عمل هوارد هي الذاكرة. «هي تنبش في تاريخ عائلتها، لكنها في الوقت نفسه تربط ذلك بوضوح بالتجربة الإفريقية-الأمريكية»، كما قالت آدامز. لذلك اتُّفق على عنوان المعرض: «شعرية الذاكرة». فالتعامل مع الذاكرة — الشخصية والثقافية والوطنية — كان خيطاً ثابتاً في ممارسة هوارد لأكثر من خمسين عاماً. هذه المحاور تتكرر في كل أعمالها بلغة بصرية شعرية، متعددة الطبقات ومشحونة بالرموز.