إعادة افتتاح المتحف الوطني الليبي بعد 14 عاماً من الإغلاق

أُعيد افتتاح المتحف الوطني الليبي، المعروف باسم السراي الحمرا أو متحف القلعة الحمراء، في طرابس للمرة الأولى منذ ثورة 2011 التي أنهت حكم معمر القذافي الممتد لأربعين عاماً.

تُعد القلعة الحمراء رمزاً لتراكم التاريخ الليبي عبر العصور؛ يعود أساس بنائها إلى الحقبة الرومانية، وشهدت توسعات مهمة في القرن السادس عشر، وفي ثلاثينيات القرن العشرين، ثم في ثمانينياته حين حُوِّل المبنى إلى متحف للمرة الأولى.

كان هذا المتحف الأكبر في البلاد مغلقاً مع اندلاع حالة عدم الاستقرار المسلح التي واكبت موجة الاحتجاجات العارمة في جنوب غربي آسيا وشمال أفريقيا المعروفة بـ«الربيع العربي». وقد لعبت القلعة دوراً بارزاً في مشهد ليبيا خلال تلك الفترة، عندما ألقى القذافي خطابه الحماسي من فوق أسوارها متعهداً قمع التمرد المدعوم من حلف الأطلسي؛ إلا أن القذافي أُطيح به وأُعدم في 20 أكتوبر 2011 على يد قوات المتمردين الليبيين.

في حفل إعادة الافتتاح الشهر الجاري قال رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة إن إعادة فتح المتحف ليست لحظة ثقافية فحسب، بل شهادة حية على أن ليبيا تعمل على بناء مؤسساتها. يقود الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في طرابلس والتي تُعترف بها دولياً كهيئة حاكمة.

يرتدي المتحف مساحة عرض تبلغ نحو 10,000 متر مربع تضم فسيفساء ومنحوتات وجصصاً جدارية وقطعاً نقدية وأدوات تمتد عبر فترات ما قبل التاريخ والفترات اليونانية والرومانية والإسلامية، إلى جانب مومياوات تعود إلى آلاف السنين استُخرجت من مواقع أثرية مثل وان محمداج وجغبوب. ويُنظر إلى مجموعته كواحدة من الأهم في أفريقيا وكمعلَم يبرز التقاء الثقافات القديم الذي أسهم في تشكيل خريطة القارة الحالية.

بدأت أعمال تجديد المتحف في 2023 مع تحديد موعد إعادة افتتاحه للجمهور في أوائل 2026، ومن المتوقع أن يستمر السماح بالدخول مؤقتاً للطلبة فقط حتى ذلك الحين.

يقرأ  فنانون يطالبون بمقاطعة متحف «ماكسي» بعد اتهامات بصلاته مع إسرائيل

منذ سقوط القذافي، شرعت ليبيا في حملة لاستعادة الممتلكات التراثية التي نُقِلت بشكل غير قانوني خارج البلاد خلال حالة الفوضى السياسية. ووفقاً لتصريحات محمد فرج شخشوكي، رئيس مجلس إدارة إدارة الآثار، أعيدت حتى الآن إلى ليبيا 21 قطعة أثرية من فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وأضاف شخشوكي أن هناك مفاوضات جارية لاسترداد أكثر من عشرين قطعة من إسبانيا والنمسا. تشكل عمليات الإعادة جزءاً من طموح أوسع لإحياء المشهد الثقافي الليبي، الذي يضم خمسة مواقع مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو كانت قد وُضعت سابقاً على قوائم الخطر بسبب النزاع الأهلي.

في يوليو أبلغ الوفد الليبي لدى اليونسكو عن إزالة مدينة غدامس القديمة من قائمة الخطر، إشارة إلى تحسُّن الوضع الأمني واستقرارٍ نسبي في بعض مناطق البلاد.

أضف تعليق