مقتل أربعة في هجوم أمريكي جديد بالمحيط الهادئ تصاعد التوترات مع فنزويلا — أخبار نيكولاس مادورو

هجوم جديد يرفع حصيلة القتلى إلى نحو ١٠٠ إثر ضربات أميركية استهدفت زوارق في شرقي المحيط الهادئ ومنطقة الكاريبي

قالت القوات المسلحة الأميركية إنّها قتلت أربعة أشخاص في أحدث هجوم على زورق في شرقي المحيط الهادئ، مؤكِّدة أن الضربة كانت “قاتلة”؛ جاء الإعلان بعد أن رفض المشرّعون الأميركيون قرارات كانت تهدف لكبح تصاعد عدوانية الرئيس دونالد ترمب تجاه فنزويلا.

قيادة القوات الجنوبية الأميركية، التي تقود عملية عسكرية اسمَتْها “رمح الجنوب” في منطقة أميركا اللاتينية، أفادت أن الهجوم استهدف “أربعة ذكور مصنّفين كـإرهابيّي مخدِّرات” من دون أن تُقدّم أي دليل يربط الزورق المُدمَّر بعمليات تهريب مخدّرات.

قصص موصى بها

وذكرت القيادة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوباً بمقطع فيديو يظهر زورقاً سريعاً وهو يتعرّض للتدمير، أن “الزورق كان يعبر مساراً معروفاً لتهريب المخدّرات في المحيط الهادئ الشرقي وكان منخرطاً في عمليات تهريب”.

بأمر من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث، ارتفعت حصيلة القتلى تقريباً إلى نحو ١٠٠ شخص جراء ضربات أميركية استهدفت ٢٦ زورقاً — وهي ضربات أقرّت واشنطن بأنها نفّذتها — في شرقي المحيط الهادئ ومنطقة الكاريبي منذ سبتمبر/أيلول.

وفي حين اتهم خبراء قانونيون الولايات المتحدة بشنّ حملة من القتل خارج إطار القضاء في المياه الدولية، برّر ترمب الهجمات بأنها ضرورية لوقف تدفّق المخدّرات إلى الأراضي الأميركية من مافيات المخدّرات، خصوصاً تلك المرتبطة بفنزويلا.

صوّت مجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية يوم الأربعاء ضد قرارين يحاولان إلزام الرئيس بسحب القوات الأميركية من الأعمال العدائية مع فنزويلا أو ضدها من دون تفويض كونغرس، الأول بخلاف ٢١٣ مقابل ٢١١؛ والثاني أيضاً سُقِط بنتيجة ٢١٦ مقابل ٢١٠ وكان يهدف إلى منع مشاركة القوات ضد “أي تنظيم إرهابي يُعيّنه الرئيس في نصف الكرة الغربي” من دون تفويض تشريعي.

يقرأ  تحليل: مستقبل اليمن في أعقاب توسع المجلس الانتقالي الجنوبي شرقاًأخبار الصراع

تأتي هذه التطورات مع نشرٍ عسكري أميركي هائل في أميركا اللاتينية يشمل آلاف الجنود، أكبر حاملة طائرات أميركية، وغواصة تعمل بالطاقة النووية، وسط تهديدات من ترمب بخيار إجراء عمل عسكري لإزاحة حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

وأمر ترمب يوم الثلاثاء بفرض حصارٍ بحري على جميع ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية والتي تدخل وتغادر مرافئ فنزويلا، في خطوة وصفها مادورو بـ”تهديد بغيض” يهدف إلى “سرقة ثروات وطننا”. وفي الأسبوع الماضي صلّح جنود أميركيون على متن زورق وصادروا ناقلة النفط “سكيبّر” قبالة سواحل فنزويلا ونُقل عنها أنها أُحضرت إلى ولاية تكساس لتفريغ حمولتها من النفط.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن البحرية الفنزويلية بدأت بمرافقة سفن محمّلة بمنتجات نفطية من المرافئ بعدما أعلن ترمب الحصار البحري؛ وغادرت عدة سفن الساحل الشرقي للبلاد بمرافقة بحرية مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، بحسب التقرير الذي استند إلى ثلاث مصادر.

أعرب زعماء أميركا اللاتينية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقهم المتزايد مع تزايد احتمال نشوب حرب نتيجة تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس.

ودعت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الأمم المتحدة إلى التحرك لمنع وقوع عنف في فنزويلا، مشدِّدة: “لم تكن حاضرة؛ عليها أن تضطلع بدورها لمنع أي إراقة دماء”، مؤكِّدة موقف مكسيكو الرافض للتدخّل الخارجي.

من جهته، أعرب رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن “قلقه من مواقف الرئيس ترمب تجاه أميركا اللاتينية والتهديدات”، وقال إنه حثّ على فتح حوار بين كراكاس وواشنطن خلال مكالمة أجراها مع ترمب في وقت سابق من الشهر الجاري. وأضاف لولا: “قوّة الكلمة أحياناً تفوق قوّة السلاح… قلت لترمب: إذا رغبت في التحدّث مع فنزويلا بشكل سليم، يمكننا المساهمة. لكن عليك أن تكون مستعداً للحوار وأن تتحلى بالصبر.”

يقرأ  تايلور سويفت تكشف لحظة انهيارها إثر هجوم ساوثبورت في وثائقيها الجديد

في كراكاس، أجرى مادورو اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش وندّد بالحصار البحري الأميركي، وقالت وكالات أنباء فنزويلية إن مادورو “ندّد بالتصعيد الأخير من التهديدات الاستعمارية ضد فنزويلا”. ووصف الرئيس الفنزويلي أيضاً تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية التي مفادها أن “الموارد الطبيعية لفنزويلا ملك لها” بأنها “دبلوماسية همجية”.

أضف تعليق