طائرات مُسَيَّرة أوكرانية تَقتُل ثلاثة في روستوف الروسية — والاتحاد الأوروبي يناقش تمويل الحرب لِـ كييف

زيلينسكي يحثّ قادة الاتحاد الأوروبي على تحرير أصول روسية مجمّدة ليبرهنوا لموسكو أن رغبتها في استمرار الحرب العام المقبل «بلا جدوى»

هجوم عبر الطائرات المسيّرة على منطقة روستوف
ذكرت السلطات أن أوكرانيا شنت هجوماً ليلياً بطائرات مسيّرة على إقليم روستوف الجنوبي في روسيا، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وأفاد الحاكم الإقليمي بالوكالة يوري سليوسار على قناة تيليغرام بأن الهجوم تسبّب بحريق في سفينة شحن أخمدته فرق الإطفاء، وأن اثنين من طاقم السفينة قُتلا وثلاثة أصيبوا. كما قتل مدني في بلدة باتايسك القريبة من المرافق المينائية، واندلعت حرائق أحرقت منزلين وألحقت أضراراً بمبنى سكني قيد الإنشاء.

قضية تحرير الأصول الروسية ودور الاتحاد الأوروبي
جاء الهجوم فيما يضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على زعماء الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل للموافقة على خطة تتيح إطلاق 210 مليارات يورو من الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا. وقال زيلينسكي يوم الأربعاء مساءً إن «نتيجة هذا الاجتماع — ما ستنتجه أوروبا — يجب أن تجعل روسيا تشعر أن رغبتها في مواصلة الحرب العام المقبل بلا جدوى، لأن أوكرانيا ستحصل على الدعم».

القمة الحاسمة والرهانات العالية
تُعدّ القمة اختباراً لمصداقية أوروبا، إذ تقترح الخطة استخدام الأصول كمقدّمة لقرض يُبقي أوكرانيا قادرة على الصمود خلال العامين المقبلين. ويرى مسؤولون أن غياب هذا الدعم قد يؤدي إلى نفاد موارد أوكرانيا في الربع الثاني من العام المقبل وارتفاع احتمال خسارتها الحرب لصالح روسيا، وهو ما يخشى الاتحاد الأوروبي أن يقرب تهديد العدوان الروسي من حدود القارة.

معضلة بلجيكا واحتياطيات يوروكلير
تكمن عقبة رئيسية في موافقة بلجيكا التي تستضيف مؤسسة يوروكلير لإيداع الأوراق المالية، والّتي تحتفظ بـ185 مليار يورو من الأصول المجمدة في أوروبا. تخشى بروكسل أن تتحمل وحدها التعويضات في حال فازت روسيا بدعاوى قضائية دولية، ولذلك طالب رئيس الوزراء بارت ديفيفر بتوقيع ضمان غير محدود من الحكومات الأخرى. من الناحية النظرية، يمكن للدول الأعضاء أن تتجاوز معارضة بلجيكا بالأغلبية الوزنة، لكن هذه «الخيار النووي» نادر ما يُحتمل استخدامه في الظروف الراهنة.

يقرأ  مبابي يغيب عن مواجهة آيسلندا — إصابة في فوز فرنسا بتصفيات كأس العالم على أذربيجان

مسارات بديلة ومواقف دولية
طرحت المفوضية الأوروبية خطة احتياطية تقضي بجمع الاتحاد للأموال بنفسه لتمويل قرض لأوكرانيا، لكن هذه الخطة تتطلّب إجماع دول الاتحاد الـ27 وقد قُطعت الطريق عليها بقرارٍ من المجر الموالية لروسيا. في الأثناء، تواصل الولايات المتحدة محاولات التوصل إلى تسوية، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولون أمريكيون بمفاوضين روس في ميامي لمناقشة خطة سلام مقترحة من إدارة ترامب، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض.

خلافات جوهرية على الضمانات الإمنية والحدود
تبقى خلافات كبيرة على طاولات التفاوض: تدّعي أوكرانيا والولايات المتحدة أن هناك تقدماً بشأن الضمانات الأمنية المستقبلية لكييف، لكن الخلافات مستمرة حول الأراضي التي قد تضطر أوكرانيا للتنازل عنها. من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن موسكو «ستحقّق بالتأكيد» أهدافها في الحرب، بما في ذلك السيطرة على الأراضي التي تعتبرها تابعة لها، وشنّ هجوماً كلامياً على الغرب واصفاً دعواته للتحضير لصراع مع روسيا بأنها «هستيريا وكذبة».

أضف تعليق