خمس نقاط رئيسية في خطاب ترامب عن حالة الأمة — أخبار دونالد ترامب

في خطاب متلفز دام تسع عشرة دقيقة مساء الأربعاء، لم يُدشّن الرئس الأميركي دونالد ترامب مبادرات مفصلية كما اعتاد بعض الرؤساء، بل استغل المنصة لتكثيف هجومه على المهاجرين، ولتسليط الضوء على إنجازاته الشخصية بحسب رؤيته، ولإطلاق وعود منظورة بزهو اقتصادٍ مقبل.

خمس خلاصات رئيسية من الخطاب:

1) حمّل المهاجرين مسؤوليّة المشكلات
هاجم ترامب المهاجرين متهماً إياهم بأنهم السبب في أزمة الإسكان ومصاعب اقتصادية أخرى، وادّعى أنهم “سرقوا وظائف الأميركيين” وأنهم ينهبون خدمات الطوارئ للحصول على رعاية صحية وتعليم تكفّل بها دافعو الضرائب. وذهب إلى حد الادعاء بأن أقليات معيّنة استولت على اقتصادات ولايات بأكملها وأنها سرقت “مليارات ومليارت” دولار — ادعاءات لا تدعمها الوقائع، فقد أثبتت دراسات متكررة أن المهاجرين يساهمون في الاقتصاد أكثر مما يأخذون، وأنهم يشغّلون قطاعات حيوية كالزراعة والبناء ورعاية الأطفال وكبار السن.

2) وعد بـ«طفرة اقتصادية» في 2026
واجه الرئيس تراجع معدلات القبول العام والقلق المتصاعد بشأن القدرة على تحمل تكاليف المعيشة بتصريحات مطمئنة بأن سياساته ستؤدي إلى ازدهار اقتصادي غير مسبوق في 2026، وأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سيسعى لخفض أسعار الفائدة “بشكل كبير”. كما تطرّق إلى محاولاته لخفض تكاليف الأدوية عبر اتفاقات مع شركات أدوية وضمن موقعه الجديد “ترامب آر إكس”، مدّعياً أن تخفيضات أسعار كبيرة ستصبح متاحة بداية العام المقبل. ومع ذلك تجنّب التطرق بتفصيل إلى قضايا حاسمة لدى الناخبين مثل أسعار الطاقة وأسعار السلع الغذائية، وهي ملفات تؤثر مباشرة في جيوب الأميركيين.

3) ادعاءات عن “سلام” انتهى به إلى مبالغة
زعم ترامب أنه أعاد القوة الأميركية وأنه أنهى ثمانية حروب خلال عشرة أشهر ودمر التهديد النووي الإيراني وأنه أنهى الحرب في غزة وأسس سلاماً لم تعرفه المنطقة منذ آلاف السنين. هذه الرواية واجهت تشكيكاً واسعاً من المراقبين: العمليات العسكرية الأميركية شاركت في ضربات على منشآت إيرانية خلال توترات مع إسرائيل، وأن وقف إطلاق النار الذي تكلّل بوساطات متعددة لا يعني بالضرورة “سلاماً شاملاً”. أما سجلّ التطورات في جنوب آسيا وفصل دور واشنطن عن مبادرات دول أخرى فبقي محل خلاف بين الأطراف.

يقرأ  إيرباص تصدر استدعاءً واسعًا لطراز «إيه ٣٢٠» إثر حادثة في نظام التحكم بالطيران

4) “علاوة المحارب” للجنود
أعلن ترامب عن مبادرة قال إنها ستمنح نحو 1.45 مليون عنصر من قوات الولايات المتحدة دفعات مالية بقيمة 1,776 دولاراً لكل واحد، موصوفة بـ«علاوة المحارب»، وستُموّل عبر إيرادات الرسوم الجمركية التي فرضها خلال العام. قد تكون الدفعات بادرة شعبوية قوية قبيل موسم الأعياد، لكن تفاصيل التنفيذ والتمويل لن تُعرف بدقّة إلّا مع صدور لوائح التنفيذ.

5) تجاهل مشاعر التوتر مع فنزويلا
رغم تكهنات بأن الخطاب قد يشهد إعلاناً عن عمل عسكري أو تصعيد تجاه فنزويلا، لم يخصّص ترامب المنصة للنقاش حول التوتر المتصاعد أو الحشد العسكري قرب السواحل الفنزويلية. اقتصر حديثه على إشارة عابرة إلى ضربات بحرية وصفها أنها تستهدف مهربين، فيما تقول جهات قانونية وخبراء إن استهداف سفن في مياه دولية يثير إشكالات قانونية وخشية من تجاوزات قد تصل إلى عمليات إعدام خارج نطاق القضاء. كما أعلن في أمر تنفيذي عن تصنيف مادة الفنتانيل كسلاح دمار شامل في سياق حملته ضد تجارة المخدرات.

ردود الفعل السياسية
واجه الخطاب سيل انتقادات من ديمقراطيين ومحلّلين اعتبروا أن كثيراً من التصريحات مبالغ فيها أو مفصولة عن الواقع. وصف بعضهم أداءه بأنه فقد التواصل مع وقائع المعاناة الاقتصادية اليومية للمواطنين، وأشار آخرون إلى تناقضات بين ما أعلنه وبين مقاييس الرأي العام واستطلاعات الرأي التي تُظهر مستويات قلق مرتفعة بشأن التضخّم والقدرة على شراء الاحتياجات الأساسية.

الخلاصة: كان الخطاب أكثر استعراضاً لخطاب انتخابيّ يركّز على الصورة الشخصية والوعود الكبيرة، مع غوْلٍ في الخطاب الضدي للمهاجرين وتأكيدات لم تُرفق بتفاصيل تنفيذية كافية لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المطروحة.

أضف تعليق