لجنه الرقابة بمجلس النواب
أفرجت لجنة الرقابة في مجلس النواب عن دفعة تضم نحو سبعين صورة من أملاك المتوفى المدان بجرائم جنسية، جيفري إبستين. ويُعدّ هذا الإصدار الثالث ضمن مجموعة تضم أكثر من خمسة وتسعين ألف صورة اقتنتها اللجنة من ممتلكات إبستين. وتشمل الصور مقتطفات من رواية لوليتا مكتوبة بالحبر الأسود على أجزاء من جسد امرأة، وصوراً محجوبة لجوازات سفر نسائية.
يأتي هذا الإفراج قبل ساعات من انقضاء مهلة 19 ديسمبر التي منحتها وزارة العدل للإفصاح عن كل الملفات المتعلقة بتحقيقها في قضيّة إبستين. وعلّق العضو البارز في اللجنة، روبرت غارسيا، قائلاً: «تثير هذه الصور الجديدة المزيد من الأسئلة حول ما تملكه وزارة العدل بالضبط».
ما تتضمّنه الصور
أظهرت بعض الصور إبستين وهو يتحدث مع البروفيسور والناشط نوام تشومسكي على متن طائرة خاصة؛ وبيل غيتس واقفاً بجانب امرأة تم طمس وجهها؛ وستيف بانون جالساً على مكتب مقابلاً لإبستين؛ وسيرجي برين حضوراً في حفل عشاء. حاولت هيئة الإذاعة البريطانية التواصل مع كلٍ منهم للتعليق.
تكررت في إصدارات سابقة ظهور رجال أغنياء ونافذين في صور ممتلكات إبستين التي نشرها مجلس النواب، بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب والرئيس السابق بيل كلينتون، إضافة إلى المخرج وودي آلن، ووزير الخزانة السابق لاري سامرز، والمحامي آلان ديرشوفيتز، والأمير أندرو ماونتباتن-ويندزور وآخرين. والظهور في الصور لا يعدّ بحد ذاته دليلاً على ارتكاب أي مخالفة، وكثير من الرجال الظاهرين فيها نفوا أي تورط في أنشطة إبستين غير القانونية.
في بيان مصاحب للإفراج، قال الديمقراطيون في لجنة الرقابة إن أملاك إبستين لم تُرفق سياقاً زمنياً أو وصفياً للصور. وأضاف البيان أن «الصور انتُقِيت لتمنح الجمهور شفافية حول عيّنة تمثيلية من الصور المستلمة من التركة، ولتقديم رؤى حول شبكة إبستين وأنشطته المثيرة للقلق للغاية».
ومن بين الصور المفرَج عنها مقاطع من رواية فلاديمير نابوكوف «لوليتا» مكتوبة بحبر أسود على أجزاء مختلفة من جسد امرأة، كالصدر والقدم وعظم الحوض والظهر. وتروي الرواية قصة فتاة قاصرة تعرضت للاستدراج من قبل أستاذ أدب بالغ. جاء أحد الاقتباسات المكتوبة عبر صدر امرأة: «لو-لي-تا: طرف اللسان يأخذ رحلة من ثلاث خطوات أسفل الحنك ليطرق، عند الثالثة، على الأسنان».
كما تضمنت المجموعة عدداً من صور جوازات السفر ووثائق الهوية لنساء من دول عدة، منها ليتوانيا وروسيا وجمهورية التشيك وأوكرانيا. وغُلِّبَت معظم البيانات مثل الأسماء وتواريخ الميلاد بالسواد، لكن لجنة الرقابـه أفادت في بيان صحفي بأن هذه الجوازات تخص «نساء كان جيفري إبستين وشركاؤه على علاقة بهن».
صورة أخرى تُظهر إبستين جالساً على مكتب تحيط به ثلاث نساء محجوبة الوجوه: إحداهن تضع يدها على صدره تحت قميصه، وأخرى تراعي النظر إلى حاسوب محمول بجوارهم، بينما يبدو إبستين وهو يساعد الثالثة في ارتداء سوار. وضمّ الإفراج كذلك لقطة شاشة لرسائل نصية من شخص مجهول يقول إنه أُرسل إليه «بعض الفتيات» ويطلب «1000 دولار لكل فتاة».
الإفراج قبيل مهلة وزارة العدل
تمتلك اللجنة آلاف الصور من ممتلكات إبستين، والتي وصفتها في بيانها بأنها «متفاوتة بين صادمة وعادية». وكانت لجنة الرقابة قد أصدرت استدعاءً قضائياً إلى تركة إبستين في أغسطس الماضي؛ إذ توفي إبستين في سجن نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار الجنسي.
الصور والملفات التي سلّمها أرشيف إبستين إلى اللجنة تختلف عن ما يُشار إليه عادةً باسم «ملفات إبستين» — وهي مستندات بحوزة وزارة العدل تتعلق بتحقيقاتها الخاصة. وبموجب قانون الشفافية بشأن ملفات إبستين الذي وقّع الرئيس السابق دونالد ترمب الشهر الماضي، كان على وزارة العدل الإفصاح عن ملفاتها بحلول 19 ديسمبر. وحتى الآن لا يُعرف نطاق ما تحتويه ملفات الوزارة، ومن المرجح أن تكون كثير من محتوياتها محجوبة بكثافة كما في مواد لجنة الرقابة.