جوليان أسانج — يتقدّم بشكوى ضد مؤسسة نوبل على خلفية جائزة «ماشادو»

مؤسس «ويكيلكس» يرفع شكوى جنائية في السويد ويطالب بتجميد جائزة نوبل الممنوحة لزعيمة المعارضة الفنزويلية

قدّم جوليان أسنج شكوى جنائية أمام النيابة العامة في السويد ضد مؤسسة نوبل، طاعناً في قرار المؤسسة منح جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. واعتبر أسنج أن منح الجائزة هذا العام يمثل «اختلاساً فاضحاً» للأموال وقد يُسهِم في تيسير ارتكاب جرائم حرب بموجب التشريع السويدي، مطالباً بتجميد تحويل مبلغ 11 مليون كرون سويدي (نحو 1.18 مليون دولار) كجائزة مالية إلى المستلمة.

واستندت الشكوى، التي قدّمت يوم الأربعاء، إلى اتهامات موجهة نحو نحو ثلاثين شخصاً مرتبطين بمؤسسة نوبل، من بينهم قياداتها، تتضمن اختلاس أموال، وتسهيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتمويل جرائم العدوان. وقال أسنج في الشكوى إن منح الجائزة لماتشادو حوَّل «أداة للسلام» إلى «أداة للحرب»، متّهماً إياها بالتحريض على ارتكاب جرائم دولية وبتأييد عمليات ضغط عسكرية تمارسها الولايات المتحدة لإجبار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التنحّي.

اختيار مثير للجدل

لم يخلُ قرار منح الجائزة من جدل واسع، لا سيما بعد انتقادات توجهت إلى مواقف ماتشادو المؤيدة لإسرائيل خلال الحرب المستمرة في غزة، بما في ذلك مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب إعلان فوزها. وعلى صعيد السياسة الخارجية، تعهّدت ماتشادو بنقل سفارة فنزويلا لدى إسرائيل إلى القدس حال توليها السلطة، وأعربت عن تأييدها لحملة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المطوَّلة ضد مادورو، متحاذية بذلك مع عناصر يمينية متشددة في البيت الأبيض.

وتزعم سلطات ترامب وجود صلات بين مادورو وعصابات تجارة المخدرات التي تشكّل تهديداً للأمن القومي الأميركي، رغم تشكيك أجهزة الاستخبارات الأميركية في بعض هذه الادعاءات، وقد هدّدت واشنطن باتخاذ إجراءات عسكرية ضد فنزويلا. ومنذ سبتمبر، أمر ترامب بأكثر من عشرين ضربة عسكرية استهدفت ما وصفته واشنطن بسفن متورطة في تهريب المخدرات في مياه الكاريبي وسواحل المحيط الهادئ لأميركا اللاتينية، أدّت إلى سقوط مئة وأربعة قتلى حتى الآن، فيما تشهد المنطقة انتشاراً واسعاً للقوّات البحرية والجوية الأميركية مع تصاعد مخاوف من احتمال إصدار أوامر بغزو فنزويلا للإطاحة بمادورو.

يقرأ  إسرائيل تفرض حصاراً على طوباس في الضفة الغربية المحتلة وتشرّد عشرات العائلات

انتهاك معايير جائزة نوبل، بحسب أسنج

قال أسنج إن دعم ماتشادو لحملة ترامب العسكرية يستبعدها «قاطعاً» من مؤهلات الحصول على جائزة السلام، لأن ذلك يتعارض مع شروط وصية مؤسس الجائزة ألفريد نوبل. وأشار إلى أن وصية نوبل لعام 1895 تشترط منح الجائزة «لمن بذل في السنة السابقة أوكر عملاً أعظم أو أحسن نفعاً للبشرية» وخصوصاً «من عمل على ترابط الأمم»—حيث يرى أسنج أن تعاطف المرشّحة مع سياسات عدوانية ينافي هذا المعيار.

كما حذر ويكيلكس من وجود «خطر حقيقي» بأن تكون الأموال المخصصة للجائزة قد استُخدمت أو ستُسخّر لأغراض تنطوي على عدوان أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب. وبيّن أسنج أن لجنة نوبل النرويجية تختار الفائز في أوسلو، لكن المؤسسة المسجلة في ستوكهولم تتحمّل المسؤولية المالية، مؤكداً أن الشرطة السويدية تلقت الشكوى وفق تأكيدات لوكالة الأنباء.

خلفية عن أسنج وويكيلكس

أسس أسنج منظمة ويكيلكس عام 2006 واكتسب شهرة واسعة عام 2010 بعد نشر سلسلة تسريبات من محللة استخبارات الجيش الأميركي تشيلسي مانينغ. وفي 2012 انضم إلى سفارة الإكوادور في لندن طالباً لجوءاً لتجنب تسليمه إلى السويد حيث كانت هناك اتهامات جنسية أُسقطت لاحقاً، وبقي هناك نحو سبع سنوات. ثم حُكم عليه واحتُجز في سجن بيلماريش عالية الحراسة في لندن بين 2019 و2024 بينما سعت الولايات المتحدة لتسليمه بتهم تتعلق بالتآمر لاختراق قواعد بيانات عسكرية أميركية للحصول على معلومات سرية.

وبمقتضى صفقة إقرار بالذنب مع وزارة العدل الأميركية، أُفرج عن أسنج في المملكة المتحدة عام 2024 بعد إدانته بتهمة واحدة تتعلق بانتهاك قوانين التجسس، ثم عاد إلى موطنه أستراليا لاحقاً.

أضف تعليق