الخارجية ومنسق أنشطة الحكومة ينتقدان بشدة تقرير آي بي سي حول المجاعة في غزة

أصدرت وزارة الخارجية ومنسق أنشطة الحكومة في المناطق (COGAT) بيانات قوية تُدين تقارير تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC) التي أعلنت وجود مجاعة في قطاع غزة، وادعت أن الهيئة «غيّرت معيارها العالمي الخاص بها».

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية يوم الجمعة واصفت الـتقير الذي أعلن المأساة بأنه «تقرير مفصّل حسب الطلب ليتناسب مع حملة حماس المزعومة»، مشددةً على أن الـIPC «حوّرت قواعدها وتجاهلت معاييرها الخاصة لتوجيه اتهامات كاذبة ضد إسرائيل: خفّضت عتبة 30% إلى 15% لهذا التقرير فحسب، وتغاضت تماماً عن المعيار الثاني المتعلق بمعدلات الوفيات، كل ذلك لخدمة حملة زعمتها حماس». وأضاف البيان أن «المستند بأكمله يقوم على أكاذيب منسوبة لحماس مُغسلة عبر منظمات ذات مصالح»، وختم: «لا توجد مجاعة في غزة».

ولفت البيان إلى أن «أكثر من مئة ألف شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ اندلاع الحرب، وفي الأسابيع الأخيرة تدفقت مساعدات هائلة بالمواد الأساسية ما تسبب في انخفاض حاد بأسعار الغذاء في الأسواق»، مضيفاً: «قوانين العرض والطلب لا تكذب — من يكذب هو الـIPC. كل توقّعات الـIPC بشأن غزة خلال الحرب ثبت أنها بلا أساس وكاذبة تماماً؛ وهذا التقييم أيضاً سينتهي في سلة النفايات السياسية المحتقرة».

بدورها، رفضت هيئة منسق أنشطة الحكومة في المناطق (COGAT) تقرير الـIPC جملةً وتفصيلاً، مؤكدة أنه «ينفي وجود مجاعة في قطاع غزة، وخصوصاً في مدينة غزة». وقالت الهيئة إن «التقارير والتقييمات السابقة للـIPC ثبت تكراراً عدم دقتها وعدم انعكاسها للواقع على الأرض. التقرير تعمّدت تجاهل بيانات قُدِّمت له خلال اجتماع عقد قبل النشر، وتغاضى تماماً عن الجهود المبذولة في الأسابيع الأخيرة لاستقرار الوضع الإنساني في القطاع».

ونقل البيان عن اللواء غسان عليان، رئيس COGAT، قوله إن «تقرير الـIPC يعتمد على مصادر جزئية وغير موثوقة، كثير منها مرتبط بحماس، ويتجاهل بوضوح الحقائق والجهود الإنسانية الواسعة التي تقودها دولة إسرائيل وشركاؤها الدوليون». وأضاف: «نتوقع من المجتمع الدولي أن يتصرّف بمسؤولية وألا ينقاد وراء روايات كاذبة ودعاية بلا أساس، بل أن يفحص البيانات الكاملة والحقائق على الأرض». وختم البيان بأن «تقرير الـIPC ليس مجرد منحاز بل يخدم حملة الدعاية لحماس».

يقرأ  فيضانات وهطولات مطرية عنيفة في باكستان — مصوّرة عبر خرائط وصور فضائيةأخبار أزمة المناخ

وتشير بيانات داخلية من الجهاز الأمني الإسرائيلي إلى هبوط حاد في أسعار السلع الأساسية في قطاع غزة عقب تدفّق المساعدات الإنسانية في الأسابيع الأخيرة. وُعرضت هذه المعطيات على صانعي القرار، وأظهرت أن أسعار المُنتجات الأساسية في أسواق غزة تراجعت بعشرات النقاط المئوية.

وذكر المسؤولون أن خفض الأسعار يعكس تأثير قوافل المساعدات المستمرة التي أغرقت القطاع بالطحين والأرز والسكر وغيرها من المواد الأساسية. على سبيل المثال، يُقال إن كيلوجرام الطحين الذي كان يُباع قبل نحو ثلاثة أسابيع بين 80–100 شيكل، بات يُعرض الآن بسعر حوالى 18 شيكل؛ وكيلوجرام السكر الذي كان يكلف 300 شيكل هبط إلى نحو 50 شيكل؛ وكيلوجرام المعكرونة انخفض من 100 شيكل إلى 10 شيكل.

ومع ذلك، أعلنت منظومة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل التابعة للأمم المتحدة أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسمياً من مجاعة وأن هذه الحالة مرشحة للامتداد. وذكرت الـIPC أن نحو 514,000 شخص — أي ما يقرب من ربع سكان غزة — يواجهون حالة مجاعة، مع توقع ارتفاع الرقم إلى 641,000 بحلول نهاية سبتمبر. وأضافت أن نحو 280,000 من هؤلاء يتركزون في منطقة شمال قطاع غزة التي تشمل مدينة غزة، والتي وصفتها بأنها منطقة تعاني المجاعة بعد ما يقرب من عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

أضف تعليق