احتدام الاحتجاجات في بنغلاديش إثر وفاة القائد الطلابي هادي

نُشِر في 19ديسمبر 2025

انقر للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

توافد المحتجّون في أنحاء بنغلادش لليوم الثاني على التوالي مطالبين بالقصاص لشريف عثمان هادي، القيادي الطلابي البارز في حركة المطالبة بالديمقراطية العام الماضي، الذي توفي الخميس في مستشفى بسنغافورة بعد أن أُطلق عليه النار من قِبل رجال مقنّعين.

كان هادي، البالغ من العمر 32 عاماً، صوتاً ناقداً للهند، وتعرّض لهجوم أثناء خروجه من مسجد في العاصمة داكا الأسبوع الماضي. ومع انتشار نبأ وفاته تحوّل الحزن سريعاً إلى غضب شعبي يوم الجمعة.

تعرّضت عدّة مبانٍ للتخريب، بينها مقرات مؤسسات إعلامية يُنظر إليها على أنها منحازة للهند، الحليف التقليدي لقيادة بنغلاديش التي أطيح بها مؤخراً.

ورُفعت مؤخراً، في غيابها، عقوبة الإعدام بحق رئيسة الوزراء السابقة شيخ حسينة، المقيمة في الهند، على خلفية القمع الدموي الذي شهدته الاحتجاجات الطلابية العام الماضي.

قال الطالب المحتج ساجد الأدِيب، البالغ من العمر 20 عاماً، لوكالة فرانس برس من داكا: «تجمّع الناس هنا للمطالبة بالقبض الفوري على الذين قتلوا هادي». وأضاف أن الجناة «يتواجدون حالياً في الهند»، وهو ادعاء لم ترد عليه نيودلهي حتى الآن.

ودعا إلى «خطوات فورية ومناسبة» من الحكومة لإلقاء القبض على المسؤولين، مؤكداً «وقبل كل شيء، أريد أن تبقى مبادئ هادي حية».

شهدت العاصمة هتافات ومسيرات حمل خلالها الآلاف الأعلام الوطنية ولافتات تطالب بالعدالة، فيما شهدت مدن أخرى مثل غازيبور، سيلهيت وشاتاغرام احتجاجات مماثلة.

ليلاً أشعل متظاهرون النار في عدة مبانٍ بوسط داكا، من بينها مكاتب صحيفتي بروثوم ألو وديلي ستار، اللتين اتُهمتا بتأييد السياسات المؤيدة للهند، حيث لجأت رئيسة الوزراء السابقة بعد اندلاع الانتفاضة عام 2024.

أبلغ موظفون محاصرون في مبنى ديلي ستار عن ظروف خطرة، ونشرت الصحفية زيما إسلام على فيسبوك قبل إنقاذ فرق الإطفاء لموظفين: «لم أعد أستطيع التنفس… أنتم تقتلونني».

يقرأ  من الصفر إلى التميّز — كيف ارتقينا بالمعايير في مدرسة جديدة للبكالوريا الدولية

نعتبَر الحادثة، بحسب رئيس التحرير التنفيذي في بروثوم ألو سجاد شريف، «هجوماً على حرية الصحافة والتعبير والاختلاف في الرأي».

تواصلت الحكومة المؤقتة، التي يرأسها الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس (البالغ من العمر 85 عاماً)، مع رؤساء تحرير الصحيفتين واستنكرت أعمال التخريب، داعية المواطنين إلى التصدّي لعنف الشّغب الذي تقوم به «عناصر هامشية».

وجاء في بيان حكومي أن «هذه لحظة حاسمة في تاريخ أمتنا ونحن في خضم انتقال ديمقراطي تاريخي. لا يجوز لنا أن نسمح لقلة تعيش على الفوضى أن تقوض هذا المسار».

بدورها، دعت لجنة حماية الصحفيين الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات لضمان سلامة العاملين في وسائل الإعلام ومحاسبة من ارتكبوا الاعتداءات.

وركز بعض المحتجين يوم الأربعاء مسيرتهم نحو السفارة الهندية في داكا، في مؤشّر على تدهور العلاقات بين البلدين بعد سقوط حكومة حسينة.

قاد هادي مجموعة الاحتجاج الطلابي «إنكيلاب مونشو» وكان يعتزم الترشح للبرلمان في الانتخابات الوطنية المقررة في فبراير 2026. أطلقت الشرطة حملة مطاردة لمرتكبي الاغتيال، ونشرت صوراً لمشتبه بهم رئيسيين مع عرض مكافأة مقابل معلومات تقود إلى القاء القبض عليهم.

أُقيمت صلوات خاصة في المساجد على امتداد البلاد، وأُعلن يوم السبت يوماً رسمياً للحداد على روح القائد الطلابي المغدور.

أضف تعليق