تصريحات دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى تتزامن مع وصول وفد أوكراني إلى واشنطن
قال ماركو روبيو، المسؤول الدبلوماسي الأمريكي البارز، إن هناك تقدماً ملحوظاً في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن الطريق ما يزال طويلاً ويتطلب جهداً أكبر، وذلك تزامناً مع توجه مفاوضي كييف إلى الولايات المتحدة لجولة جديدة من المباحثات.
خلال مؤتمر صحفي نهاية العام في واشنطن يوم الجمعة، صرّح روبيو أن واشنطن لا تسعى لفرض اتفاق على أي من الطرفين، بل تسعى إلى تحديد نقاط التقاء ممكنة بين ما يمكن لأوكرانيا أن تتقبله وما يمكن لروسيا القبول به، ومحاولة دفع الطرفين نحو تفاهم أو صيغة اتفاقية. وأضاف: «أعتقد أننا حققنا تقدماً، لكن أمامنا شوط لنقطعه، وبالطبع أصعب القضايا تكون دائماً هي القضايا الأخيرة».
الوفد الأوكراني والرؤية الأوروبية
ترأس وفد كييف راستيم أوميروف، الذي ذكر عبر تطبيق تلغرام أن شركاء أوكرانيا الأوروبيين سيشاركون في المحادثات. وقال أوميروف: «نحن نعمل بعقلية بناءة، أجرينا مشاورات تمهيدية مع زملائنا الأوروبيين ونستعد لمزيد من النقاشات مع الجانب الأمريكي». وشدّد على أن أمن أوكرانيا يجب أن يُضمن بشكل موثوق وعلى المدى الطويل.
الدفع الدبلوماسي الأمريكي ومشاركون آخرون
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أطلق الرئيس الأمريكي حملة دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع، غير أن المفاوضات اصطدمت بتباينات حادة بين مطالب موسكو وكييف. التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين في برلين هذا الأسبوع في محادثات سعيًا لتقريب المواقف.
من جهته قال فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا والولايات المتحدة اتفقتا على عدة وثائق، بينها إطار سلام من عشرين بنداً، وضمانات أمنية وخطة لإعادة الإعمار، لكنه استدرك أن لا مقترحات نهائية مُتفق عليها بعد وأن القضايا الإقليمية لا تزال دون حل.
مطالب موسكو وموقف الكرملين
يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنازل أوكرانيا عن كامل الأراضي التي سيطرت عليها قواته في أربع مناطق رئيسية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. كما يطالب بانسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء من شرق أوكرانيا لم تُسيطر عليها روسيا بعد، وبالأخص مناطق في دونيتسك، وهو مطلب رفضته كييف بشكل قاطع.
في خطاب «نتائج العام» بموسكو، حمّل بوتين زيلينسكي مسؤولية رفض البحث في التنازلات الإقليمية، التي يعتبرها الكرملين شرطاً أساسياً لإنهاء الحرب. من جانبها، أكدت كييف في الأيام الأخيرة أنها لن تتخلى عن أراضيها، وأن الدستور الأوكراني يمنع ذلك. ومع ذلك، أشار زيلينسكي إلى استعداد للاستغناء عن طموح طويل الأمد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقابل ضمانات أمنية غربية، وهو قرار رحّب به الكرملين بينما تستمر الاشتباكات على الأرض.
نهاية الحرب — خياران فقط
ختم روبيو بالإشارة إلى أن الحروب عادة ما تنتهي بطريقتين فقط: إما استسلام أحد الطرفين أو اتفاق تفاوضي. وقال: «لا نتوقع استسلاماً في الأفق القريب، والوسيلة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي تسوية تفاوضية»، مؤكداً أن أي قرار بإنهاء الحرب يعود في النهاية إلى أوكرانيا وروسيا.