نقضي ساعاتٍ في الطوابور من أجل رغيف خبزٍ واحدٍ

مريم الشيخ تسمع ابنها الأصغر من بين ثلاثة أطفال يبكي من الجوع ليلاً، لكنها — وهي ثلاثية وثلاثون عاماً من مدينة غزة — عاجزة عن فعل أي شيء.

تحصل على الطعام لأطفالها صار معركة يومية، كما تروي لوكالة الأنباء. تمضي أحياناً ساعات طويلة باحثةً عن رغيف خبز أو علبة طعام معلبة.

«في أيام أجد فقط رغيفاً صغيراً وطماطم لأقسمهما بين ثلاثة أطفال»، تقول. «كنا نطهو الطعام معاً، أما الآن فنأكل ما نعثر عليه — وأحياناً لا نجد شيئاً بالمرة.»

ام خالد، البالغة من العمر ثمانية وخمسين عاماً والتي لجأت إلى مدرسة بعد تهجيرها من منزلها، تصف صعوبة تأمين أبسط مقومات الحياة.

«نقف في الصفوف لساعات من أجل قطعة خبز»، تقول الجدة لعدة أحفاد. «أحياناً لا يوجد خبز، هناك أرز وعدس فقط، وحتى ذلك لا يكفي لكل الأطفال.» أحفادها يتمنون تناول فاكهة. «أخبرهم ربما سيكون هناك شيء غداً. لكن هنا لا يوجد غد.»

أحمد ناصر، طالب في الثانية والعشرين من عمره، يقول إن حياته تحولت إلى دورة متواصلة من الطوابير. أحياناً ينتظر نصف يوم ليملأ قارورة ماء واحدة للشرب. «الناس يتغذون على الشاي والخبز وأحياناً الأرز»، يروي. «أرى أمهات يتوسلن للحصول على حليب لرضعهن. هذه ليست حياة.»

سكان مدينة غزة يخشون أن تتفاقم الأوضاع إذا نفذت إسرائيل مخططها للسيطرة على المدينة. «عندما يأتي الجنود، أين نختبئ؟» تتساءل ام خالد. «لم يعد هناك مكان آمن.»

«إلى أي حد يمكن للمدينة أن تتحمل؟» يتساءل أحمد ناصر، الذي بات منظر الأنقاض ورائحة الدخان فوق الركام جزءاً من يومياته. «يبدو الأمر كما لو أن الأرض ابتلعته بالفعل.»

أطفال مريم أيضاً يتكررون السؤال عما إذا كان الجنود سيصلون إلى شارعهم. «أطفالي يعرفون صوت كل سلاح — الطائرات من دون طيار، الطائرات والدبابات»، تقول مريم عن الحرب التي صارت جزءاً من حياتهم اليومية.

يقرأ  وثيقة سرية لرئيس الوزراء تكشف أن حماس قد توافق على صفقة محدودة لإطلاق سراح الرهائن

«لا ينبغي لأي طفل أن يمر بهذه التجربة.»

أضف تعليق