أستراليا تكرم ضحايا شاطئ بوندي وتُطلق تحقيقاً في أجهزة الأمن

أنتوني ألبانيز يعلن مراجعة لوكالات إنفاذ القانون والأستخبارات الأسترالية بعد الهجوم الدامي في شاطئ بوندى

نُشر في 21 ديسمبر 2025

أعلنت الحكومة الأسترالية عن يوم وطني للتأمل تكريماً لضحايا هجوم إطلاق النار الذي وقع الأسبوع الماضي في شاطئ بوندي بسيدني، فيما أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إطلاق مراجعة شاملة لعمل وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات.

افتتحت قيادة الشعوب الأصلية مراسم التذكر صباح الأحد بطقس تدخين تقليدي أمام جناح بوندي المطل على الواجهة البحرية، حيث نشأت نصب تذكارية عفوية تكريماً للخمسة عشر قتيلاً الذين كانوا يحتفلون بمهرجان الحانوكا اليهودي.

تُرفع الأعلام عند مقرّات الحكومة على نصف السارية، ويُدعى الجمهور لإقامة دقيقة صمت عند الساعة 18:47 بالتوقيت المحلي (07:47 بتوقيت غرينتش)، وهو التوقيت الذي بدأ عنده الهجوم. ودُعي الأستراليون أيضاً إلى إضاءة شمعة مساء الأحد، بدء اليوم الثامن والأخير من عيد الأنوار، «كعمل هادئ من التذكر مع الأسرة أو الأصدقاء أو الأحبة» لضحايا الحادث الذي يعتقد أنه نفّذه زوجان — أب وابنهما.

أعلنت الشرطة أن فعالية تأبينية مسائية على شاطئ بوندي ستقام وسط تواجد أمني كثيف، يشتمل على عناصر مسلحين ببنادق طويلة المدى.

يعد هجوم 14 ديسمبر أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ عام 1996، عندما قتل منفذ 35 شخصاً في ولاية تسمانيا. وتتعامل السلطات حالياً مع الحادث كعمل «إرهابي» يستهدف اليهود، مشيرة إلى اعتقادها بأن المنفذين استلهموا أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأن أعلام الجماعة وُجدت داخل السيارة التي نُقِلَت بها المركبة إلى بوندي.

قُتل المشتبه به ساجدAGRAM أكـرم، البالغ من العمر 50 عاماً، برصاص الشرطة في مكان الحادث، بينما أصيب ابنه نافيد أكرم، البالغ 24 عاماً، وتمكن من الخروج من الغيبوبة يوم الثلاثاء؛ ووجّهت إليه لائحة اتهام من 59 مادة شملت القتل والإرهاب، ولا يزال محتجزاً في المستشفى. وبقي نحو 13 من المصابين قيد العلاج في مستشفيات سيدني الأحد.

يقرأ  هل ستكون تركيا الهدف الإسرائيلي التالي في الشرق الأوسط؟— أخبار الصراع

قال ألبانيز إن هناك «مشكلات حقيقية» تتعلق بعمل جهاز الاستخبارات في أعقاب إطلاق النار الجماعي. وأضاف في مقابلة مع القناة الوطنية ABC: «نحتاج إلى فحص كيفية عمل الأنظمة بدقة. علينا أن نعيد النظر فيما جرى عام 2019 حين خضع هذا الشخص للمراجعة والتقييم».

أوضح رئيس الوزراء في بيان أن المراجعة لوكالات الأمن ستقودها شخصية سابقة رأسية في جهاز التجسس الأسترالي، وستتحقق مما إذا كانت الشرطة الاتحادية ووكالات الاستخبارات تمتلك «الصلاحيات والهياكل والعمليات وآليات تبادل المعلومات الملائمة لحماية الأستراليين». وتوقع أن تنتهي المراجعة بحلول نهاية أبريل.

سبق لألبانيز أن أعلن برنامج استرداد الأسلحة على مستوى البلاد، غير أن خبراء سلامة الأسلحة يشيرون إلى أن قوانين الأسلحة الأسترالية، رغم كونها من بين الأشد في العالم، تعاني من ثغرات تُستغل.

أدان رئيس الوزراء أيضاً التجمعات المناهضة للهجرة التي عقدت في سيدني وملبورن الأحد، قائلاً: «هناك مسيرات منظمة تسعى لبث الفرقة في أعقاب الهجوم الإرهابي المعادي للسامية، ولا مكان لها في أستراليا. لا يجب أن تُقام ولا ينبغي أن يحضرها الناس». ونقلت وكالة رويترز أن عدد الحضور في التجمع بسيدني لم يتجاوز نحو خمسين شخصاً حتى منتصف بعد الظهر.

أضف تعليق