ارتفاع قياسي في صادرات الدفاع
قُدِّرت قيمة صادرات دفاع اسرائيل بزيادة 13% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى رقم قياسي يقارب 15 مليار دولار. وقد سيطرت الصواريخ والقذائف وأنظمة الدفاع الجوي على الغالبية العظمى من هذه المبيعات، حسب بيان حكومي إسرائيلي صدر في يونيو.
شهدت شركات الأسلحة الإسرائيلية إيرادات مرتفعة غير مسبوقة العام الماضي، مع تسويق بعض منتجي الأسلحة لسلعهم بوصفها «مُجَرَّبة في ساحة المعركة» بعد نشرها خلال ما وُصف بالحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. أكثر من نصف الشحنات في 2024 وُجهت إلى جيوش أوروبية، بينما ذهبت شحنات أخرى إلى دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ بقيادة الهند.
إسرائيل من بين أكبر عشرة دول مصدِّرة للأسلحة في العالم. وجاء هذا الارتفاع في الإيرادات بينما تواجه الدولة اتهامات بالإبادة في قضية رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وفي وقت أصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب محتملة.
«إسرائيل تبيع فكرة الإفلات من العقاب»، قال أنتوني لوينشتاين، مؤلف كتاب «معمل فلسطين: كيف تصدر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال حول العالم»، مضيفاً: «هذا يجذب دولاً كثيرة جداً». وشدد شير هيفر، مختص في تجارة الأسلحة الإسرائيلية، على أن دولَ المشترية على علم بأن تصرفات إسرائيل «غير قانونية». وقال هيفر: «[المشترون] يعلمون أن إبادة تجري، والبلدان الثالثة ملزمة قانونياً بعدم التداول مع دول ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
شهادات الناجين
مع تزايد إيرادات شركات الأسلحة، يُعيد فلسطينيون ناجون من عدوان غزة سرد هجمات أودت بحياة أحباء لهم. روى كريم البراوي لقناة الجزيرة أن والدته وثلاثة من أشقائه قُتلوا في هجوم بطائرة مسيّرة رباعية عند مدرسة أسامة بن زيد في جباليا العام الماضي. قال: «رأيت الطائرة تدخل الغرفة. كان هناك وميض أحمر، ثم خرج دخان. بعد ذلك وقع انفجار واندلع حريق. كانت أمي وخالتي تصرخان، ثم ساد الصمت».
«نُراقَب طوال الوقت»
تشمل صادرات الأسلحة الإسرائيلية أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة المراقبة مثل تقنية التعرف على الوجوه، التي تُركَّب في مئات المواقع بالضفة الغربية المحتلة وتستخدم على نطاق واسع في غزة. اكتشف المعتقل الفلسطيني السابق أحمد لبّاد مدى المراقبة الإسرائيلية في ديسمبر 2023 حين اُعتُقل. وقال للجزيرة إن الجنود الإسرائيليين كانوا يعرفون رقم هاتف زوجته، وعناوينه القديمة والجديدة، وأسماء جيرانه وكل من عمل معهم. وأضاف: «بعد ما مررت به في الاستجواب، أنا مقتنع أننا نُراقَب طوال الوقت. مكشوفون تماماً».
أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية في يونيو أن هناك نمواً هائلاً في الطلب من أوروبا عام 2024، إذ ارتفعت حصة أوروبا من إجمالي الصادرات إلى 54% بدلاً من 36% في 2023. جاءت منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المرتبة الثانية بنسبة 23%، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 9%.
ورغم تزايد الطلب الأوروبي، فرضت دولٌ مثل إسبانيا قيوداً على واردات الأسلحة من إسرائيل وصولاً إلى حظرٍ شامل في محاولة لوقف ما وصفته بمنع الإبادة.