مدّعون ألمان يتهمون مسؤولًا سوريًا سابقًا بالتعذيب
نُشِر في 22 ديسمبر 2025
أعلنت النيابة العامة الاتحادية في ألمانيا توجيه اتهامات بالجرائم ضد الإنسانية إلى موظف أمني سوري سابق، يُعرف باسم فهد أ، على خلفية مزاعم تعذيبه عشرات السجناء في سجن خاضع لسيطرة المخابرات السورية في دمشق. وذكر بيان النيابة أن المتهم شارك في أكثر من مئة عملية تحقيق بين عامَي 2011 و2012، طُبعت بـإساءة جسدية بالغة أدت إلى معاناة شديدة للمحتجزين.
أساليب التعذيب المزعومة تضمنت الصعق الكهربائي، والضرب بوسائل مثل الكابلات، وفرض أوضاع إجهاد قاسية وتعليق المعتقلين من السقف، وفقًا للنيابة. وأضاف البيان أن هذه الانتهاكات وظروف الاحتجاز الكارثية أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن سبعين سجينًا، وأن المتهم ملاحق أيضًا بتهم القتل.
تم توقيف المسؤول في 27 مايو، ووجهت إليه لائحة اتهام رسمية في 10 ديسمبر. ويُحتجز الآن رهن التوقيف الاحتياطي قبل المحاكمة، حسب ما أفادت به النيابة.
السياق السوري والمطالبة بالعدالة
طالبت أوساط سورية ومحامون حقوقيون بتحقيقات ومحاسبة عن الجرائم التي ارتُكبت طوال عقود حكم بشار الأسد، الذي أُزاح عن السلطة في ديسمبر 2024 عقب هجومٍ سريع شنّه مقاتلون معارضون. النظام الذي اتُّهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شملَ ذلك التعذيب والاختفاء القسري، سقط بعد حرب أهلية استمرت قرابة 14 عامًا.
الولاية القضائية العالمية
في ألمانيا استُخدمت صيغ الولاية القضائية العالمية للسعي لمحاكمة مشتبه بهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أي مكان من العالم. وبناءً على هذه القوانين، اعتُقل خلال السنوات الأخيرة عدد من المشتبه بارتكابهم جرائم حرب أثناء النزاع السوري؛ وتُشير التقديرات إلى أن ألمانيا تأوي نحو مليون سوري.
في قضية بارزة أخرى صدر في يونيو حكم بالسجن المؤبدد ضد طبيب سوري، علاء موسى، بعد إدانته بارتكاب أعمال تعذيب كجزء من قمع نظام الأسد للمعارضين. وذكرت محاضر المحكمة أن الشهادات اتهمت الطبيب بصب سوائل قابلة للاشتعال على جروح محتجزين وإشعالها، وبركل وجه أحدهم حتى تحطمت أسنانه، وفي حادث آخر باغت بحقن سجين بمادة مميتة لرفضه الخضوع للضرب. وصف أحد السجناء السابقين المستشفى العسكري في دمشق الذي نُقل إليه بأنه «مسلخ».
قال القاضي المشرف كريستوف كولر إن الحكم يسلط الضوء على قسوة النظام الاستبدادي والظالم للأسد.