كيف تُحارِبُ المدارسُ التَّغَيُّبَ — وَجَبَاتٌ، نَقْلٌ وَرَسَائِلُ فَرْدِيَّةٌ

بروفايدنس — خفض كبير لكن لا يزال هناك عمل

نجح رِيلي في تقليص معدل التغيب المزمن إلى 25% خلال العام الدراسي 2024–25، أي خفضه للنصف تقريباً. لا تزال هذه النسبة مرتفعة: طالب واحد من بين كل أربعة يتغيب أكثر من 18 يوماً سنوياً. مع ذلك، التقدم واضح.

الاستهداف التدريجي والحلول العملية

بدأ رِيلي بتحديد 150 تلميذاً كانوا على حافة معيار التغيب المزمن — أي تغيبوا بين 18 و35 يوماً — معتقداً أن هؤلاء قد يكونون أسهل استرجاعاً إلى الصفوف من التلاميذ الأكثر انفصالاً. تولى هو ومجموعة من المديرين والمستشارين متابعة كل 10–15 تلميذاً، وشرحوا للعائلات حجم الغياب وتأثيره على الدرجات، وسألوا ببساطة: “ماذا تحتاجون حتى يحضر ابنكم المدرسة؟” أكثر إجابتين تكراراً كانتا: النقل والطعام.

حلول نقل وطعام مباشرة

كثير من التلاميذ كانوا يقطنون على بعد ميل تقريباً، أي مجرد مسافة قصيرة لا تؤهلهم للحصول على خدمة الحافلات، لكن المشي بَعدَه كان يردعهم خاصة في المطر أو الثلج. أضاف رِيلي محطات للحافلات تمر قرب منازل هؤلاء الأطفال، بعدما لاحظ أن الحافلات الصفراء غالباً ما تمر بجوار منازلهم وهي متجهة لالتقاط أطفال يسكنون أبعد.

نحو 90% من تلاميذه ينتمون لعائلات مؤهلة للغداء المجاني أو المدعوم، و80% منهم من أصل لاتيني. ومع أن كثيرين يتناولون إفطاراً وغداءً في المدرسة، اعترفت العائلات بأن الأطفال يصلون إلى الأحد مساء جائعين لدرجة أنهم لا يرغبون في النهوض للحاق بالمدرسة يوم الاثنين. تعاون رِيلي مع مخزن طعام لتوزيع أكياس فيها لحوم ومكرونة يوم الجمعة ليعود الطفل إلى البيت مجهزاً للأيام التي تلي.

الانتباه الفردي والتحفيز

الاهتمام الفردي أحدث فرقاً أيضاً. في بداية كل يوم دراسي يتفقد رِيلي وفريقه التلاميذ المكلفين لديهم؛ من يحضر يحصل على خمس “نقود خضراء” يمكنه صرفها على وجبات خفيفة وهدايا. يتصل المديرون بأسر الغائبين، وإذا لم يجيب أحد على الهاتف كانوا يقومون بزيارة منزلية.

يقرأ  استطلاع كلاس دوجو يكشف فجوة في التواصل داخل المدارس من الروضة وحتى الصف الثاني عشر

إعادة هيكلة الجدول الدراسي

أجرى رِيلي تغييراً جذرياً في الجداول: استبدل جداول مفردة بتقسيم كل 104 تلاميذ على أربعة معلمين، ويتحرك التلاميذ الآن في مجموعات (بودات) من 26 يتلقون كل حصصهم معاً ويتناوبون بين نفس أربعة المعلمين طوال اليوم، مع فصول متقاربة تكوّن مجتمعاً مصغّراً داخل المدرسة. “كل الأمر يدور حول بناء العلاقات”، كما قال؛ عندما يتوق التلميذ لرؤية زملائه ومعلميه تزيد دوافعه للحضور.

دعم بحثي

تدعم البحوث فكرة أن بناء العلاقات فعال. هيدي تشانغ، المديرة التنفيذية لمنظمة Attendance Works، بَيَّنت أن إقناع قادة المدارس ومجالس الإدارة بأن جعل المدرسة مكاناً مرحباً أكثر إنتاجية من معاقبة العائلات لا يزال معركة مستمرة.

النتيجة: أقل نسب تغيب مزمن ومع نتائج أكاديمية مرتفعة

أوضح رِيلي أن مدرسته الآن تُسجل أدنى نسب تغيب مزمن بين التلاميذ والمعلمين في بروفايدنس، وأنها من أعلى مدارس المرحلة الإعدادية أداءً في المدينة وعلى مستوى واسع في القراءة.

نيويورك — “الفراشات” وقوة المقابلات السريعة

اتبعت مجموعة من ثانويات نيويورك نهجاً قائماً على البيانات بإشراف منظمة New Visions التي تدعم 71 ثانوية. ركز الفريق على مجموعة من الطلاب كانوا على وشك أن يتجاوزوا غياب 10% من أيام المدرسة لكن لم يصلوا بعد إلى معيار التغيب المزمن؛ يسميهم جوناثان جرين “الفراشات” لأنهم يترددون بين الحضور والغياب أسبوعياً.

اقترح جرين أن يلتقي موظف المدرسة أسبوعياً مع هؤلاء الفراشات لعرض بيانات الحضور، وضع أهداف للأسبوع المقبل، وتوضيح كيف يؤثر الحضور على الدرجات. استغرقت المناقشات دقيقتين إلى خمس دقائق فقط، لكنها أظهرت تغييرات ملحوظة. طوّرت New Visions موقعاً مطبوعاً يتيح للمسؤولين طباعة كشف صفحتين لكل طالب يجمع الحضور والتأخير شهرياً بشكل يسهل فهمه. عُقدت اللقاءات السريعة لمدة ثمانية إلى عشرة أسابيع في الفترة الأخيرة من الفصل لأن هذه الفترة حاسمة لتحويل درجات راسبة إلى ناجحة.

يقرأ  تعويضات أعضاء جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين بكندا ترتفع بمعدل يتجاوز التضخّم

على الرغم من صعوبات تنظيم أوقات التقاط الطلاب بين الحصص، نجح أحد المعنيين في إبقاء مجموعته كلها دون عتبة التغيب المزمن. النتائج كانت ملفتة: في مدارس البْرونْكس التي طبّقت تدخل “الفراشات” انخفض معدل التغيب المزمن من 47% في 2021 إلى 32% في 2025، بينما المدارس الأخرى في شبكة New Visions التي لم تطبق التدخل بقيت عند نحو 46%.

إنديانا — مكافآت وعقوبات متوازنة

قال مسؤول من مدرسة تشارتر في إنديانا إنه استخدم نظام مكافآت وعقوبات خفض معدل التغيب المزمن من 64% في 2021–22 إلى 10% في 2024–25 بين طلاب الروضة وحتى الصف الثامن. استخدم موارد برنامج الإفطار والغداء لإنشاء كافتيريا طراز مطعم مع أطعمة محضّرة طازجة، ولاحظوا أن أيام الخبز المنزلي والمرق (biscuits and gravy) سجلت أقل معدلات التأخير.

برغم توصيات الباحثين بتجنب العقاب وحده، التزم القائد بالقانون الذي يوجب الإبلاغ بعد 10 حالات غياب لجهات الرعاية الاجتماعية والمحلية، وأطلق نظام إنذار آلي بعد خمس حالات غياب بدلاً من الانتظار حتى اليوم العاشر. كما أرسل ضابط السلامة والحضور بسيارة للتحدث مع العائلات وجهاً لوجه، بينما واصل المدرسة تقديم حوافز للمنتظمين في الحضور من زخارف للخزائن إلى تيشيرتات. وتوعوية الأهالي خلال لقاءات إلزامية ساعدت في توضيح أثر التغيب القصير على فهم الطفل لمواد محددة، مما زاد الشعور بالإلحاحية لدى العائلات.

كانساس سيتي — حلوى وملاحظات

في كانساس سيتي عطت المدارس فكرة بسيطة لكنها فعالة: ربط كل تلميذ بكبير بالغ في المبنى لبناء علاقة “حقيقية”. في إحدى المدارس الابتدائية التي طبقت الفكرة انخفض التغيب المزمن من 55% في 2021 إلى 38% في 2024. ترك بعض المعلمين حلوى وملاحظات على مكاتب تلاميذهم؛ أحد روّاد الحاضنة الصغيرة علّق بفخر بطاقة كتب عليها “أنا عبقري” على باب المنزل. اتبع القائمون نهجاً غير اتهامي عند سؤال العائلات عن أسباب الغياب كي تكشف العائلات عن الصعوبات وتُحال إلى مؤسسات المجتمع المناسبة.

يقرأ  انفجار في محافظة إدلب شمال غرب سوريا يودي بحياة أربعة أشخاص، بحسب وسائل الإعلام الرسمية

ألبوكيركي — نموذج تراجع ثم تجميع الجهود

كانت مدرسة Alamosa في ألبوكيركي مثالاً يُحتذى به حين خفضت التغيب إلى واحد من كل أربعة طلاب في 2018، لكنها لم تسلم من موجة الغياب التي ضربت المدارس على مستوى البلاد. وصل التغيب المزمن إلى 64% في 2021–22 وظل مرتفعاً عند 38% في 2024–25، ما يعكس ارتفاعاً وطنياً بنحو 50% منذ 2019. القائدة دافني سترادر تقول إن المبادرات كانت ناجحة لكن حجم المشكلة يفوق طاقة الطواقم الحالية: “هناك الكثير من الأطفال الذين لديهم احتياجات. نحتاج إلى مزيد من الموظفين.”

أشارت إلى أن تدخلات الحضور كانت مجزأة كثيراً، وأن التركيز الآن على “الطفل ككل” وربط جهود الحضور بمبادرات تحسين التحصيل والسلوك ضروري. الأطفال جائعون، منظمون عاطفياً بشكل غير مستقر وغالباً يفتقرون إلى المثابرة، وكل ذلك ينعكس على الحضور. نصيحتها الأساسية للمدارس: ركزوا على العلاقات — الانتماء يولّد الدافع للحضور.