عودة الطفلة سوار إلى المستشفى في غزة بعد عودتها من العلاج في الأردن

مراسلة خاصة

قضت الطفلة الفلسطينية سيور عاشور، البالغة من العمر نحو سنة، ستة أشهر في مستشفيات عمّان بعد إجلائها من قطاع غزة، ثم أعيدت إلى القطاع في الثالث من ديسمبر بعد أن أنهت علاجها في الأردن. وبعد ثلاثة أيام فقط من عودتها طرأ تدهور واضح على حالتها الصحية فتعرّضت لإسهال وقيء متكرر ما استدعى إدخالها مجدداً إلى المشفى.

تُعالَج سيور اليوم في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، حيث أفاد الدكتور خليل الدقران بأنها “تتلقى العلاج اللازم، لكن وضعها لا يزال خطيراً”. وأوضح الطبيب أن الطفلة تعاني من عدوى معوية، إضافة إلى نقص في المناعة يعيق قدرتها على مقاومة البكتيريا، وصعوبة في امتصاص المواد الغذائية تجعلها بحاجة إلى حليب علاجي متخصص من نوع نيكات (Neocate).

تأتي حالة سيور في ظل تفاقم الأوضاع الصحية للأطفال في المستشفيات بغزة، بحسب الأطباء. المستشفيات، التي أصابها القصف وأماكن القتال قبيل وقف النار في أكتوبر، تعمل فوق طاقتها، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية يفاقم الأزمة. كما أدى تدمير المنشأت الحيوية إلى انتشار العدوى والأمراض بين السكان.

وصفت منظمة الصحة العالمية الاحتياجات الإنسانية في غزة بأنها “مذهلة”، مشيرة إلى أن المساعدات الحالية تغطي فقط الحد الأدنى من متطلبات البقاء. ومنذ مارس الماضي جرى نقل نحو 300 طفل مريض وجريح مع 730 من ذويهم إلى الأردن من أصل 2000 مبرمجين للعلاج، بينما تعاملت دول أخرى في المنطقة مثل الإمارات وتركيا مع آلاف المدنيين المرضى من غزة.

اجريت في عمّان ترتيبات الإجلاء الطبي عبر برنامج أدارته السلطات الأردنية، وأكد وزير الاتصالات الأردني الدكتور محمد المومني أن سيور من بين 45 طفلاً أعيدوا إلى غزة بعد استكمال علاجهم، وأن السياسة المعتمدة هي إعادة المرضى بعد انتهاء علاجهم للسماح باستقبال دفعات جديدة. قال المومني إن الإعادة تتم على دفعات — حتى الآن 18 دفعة — لأن الأردن لا يمكنها استقبال جميع المرضى دفعة واحدة، ولتفادي تشجيع النزوح الدائم للفلسطينيين عن أرضهم.

يقرأ  انتُخب عمدة بريمن بوفينشولت رئيسًا جديدًا للمجلس الاتحادي الألماني «بوندسرات»

عند مغادرتهم عمّان وعودتهم إلى غزة سلّمت العائلة عيّنة من علب الحليب العلاجي (12 علبة) تكفي مرحلة انتقالية، لكن أم سيور، نجوى عاشور، قالت إن السلطات الإسرائيلية صادرت تسع علب من أصل الاثنتيْنَ علبة التي كانوا يحملونها. وذكرت أيضاً أن ملابس إضافية مُنحت لهم في الأردن صودرت كذلك، وأن أفراد العائلة أُجبروا على خلع طبقات الملابس التي ارتدوها قبل السماح لهم بالدخول.

ردت السلطات الإسرائيلية بأنها فرضت قيوداً على ما يمكن إدخاله لأسباب أمنية، وأنه سُمح فقط بحقيبة سفر صغيرة تم إبلاغ الأطراف الأردنية والعائدين بها سلفاً.

الحالة الصحية لسيور تطرح أسئلة إنسانية وصحية مستمرة حول كيفية حماية الأطفال الضعفاء في ظروف ما بعد الصراع، وضمان وصول الأدوية والتغذية المتخصصة والأجهزة الضرورية للمستشفيات العاملة في ظل نقص الموارد. في الحالات التي تجاوزت فيها الأمتعة الحدود المصرح بها، مُنع دخولها.

طالبت منظمة الصحة العالمية مزيداً من الدول بتقديم إخلاء طبي للمرضى الذين لا يمكنهم الحصول على العلاج الضروري في غزة.

ودعت المنظمة أيضاً الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بعلاج المرضى في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، معتبرة أن ذلك «الخيار الأكثر فعالية من حيث الزمن والتكلفة». وقد أوقفت إسرائيل السماح بمثل هذه الإخلاءات بعد هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1,200 شخص واختطاف 251 إلى غزة.

ومنذ عودتهم إلى غزة، زودت عائلة سِوار بتركيبة الحليب نيوقيت، وتلقّت أيضاً تبرعات نقدية شملت أموالاً جُمعت عبر حملات إلكترونية. كما زار ممثلون أردنيون الأسرة لتقديم الدعم والمساعدة.

تحاول عائلة الأشور إجراء عملية جلاء سِوار مرة أخرى — وقد انطلقت الإجراءات بإصدار تصريح من المسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية. ستتولى منظمة الصحة العالمية إدارة العملية، إذ تتعامل مع جميع طلبات الإخلاء من مكان تصفه الأمم المتحدة بأنه «أرض قاحلة».

يقرأ  هرتسوغ: «جادلت من منطلق الاحترام» مع رئيس وزراء بريطانياأخبار الصراع الإسرائيلي‑الفلسطيني

بتغطية إضافية من ملاك حسونة، سهاا قوار وأليس دويار.

أضف تعليق