«ديتي ديسمبر» — التعبير الشائع الذي يختصر موسم الاحتفالات في نهاية العام في غانا ونيجيريا — بات يثير حساسية لدى مسؤول غاني عن شؤون الشتات، إذ اعتبر أن للكلمة دلالات سلبية ولا يرغب في ربطها ببلاده. يقول كوفي أوكيري-داركو إنه «على مستوى شخصي لا أود أن تُصاحب كلمة “ديتي” أي شيء يخص غانا… هذا أمر يزعجني».
كلمة «ديتي» مشتقة من لغة البيجِن الغربية الأفريقية وتعني حرفياً «قذر»؛ لكنها تُستعمل مجازاً للدلالة على الانغماس في اللهو بلا قيود مع وداع العام. وعلى رغم الدلالة الصاخبة، فإن موسم ديسمبر يُشكّل دعماً اقتصادياً بالغ الأهمية لغانا: ففي ديسمبر الماضي حطّ في البلاد أكثر من 125 ألف زائر دولي، كثير منهم من أبناء الشتات، وهو عدد يفوق أعداد الوافدين في أي شهر آخر — ونفس الظاهرة تكررت في السنوات الثلاث السابقة.
الحكومة الغانية تتجنّب رسمياً استخدام عبارة «ديتي ديسمبر» وتفضّل الترويج لمبادرة سياحية تحمل اسم «ديسمبر في غانا». وأوضح أوكيري-داركو، الذي يتولى ملف العلاقة مع الشتات الغاني خلال قمة الشتات في العاصمة أكرا، أن الشباب هم من يفضّلون تسمية «ديتي ديسمبر»، لكن «رسميًا هذا ليس الاسم المعتمد».
وأضاف أنه لا يرى أن ديسمبر بحد ذاته هو ما يجذب الناس إلى غانا، مشيراً إلى أن القدوم رافدٌ قديم: «الناس بدأوا يزورون غانا منذ زمن بعيد. أتذكّر ديسمبر في غانا عند مطلع الألفية، مع مبادرات مثل Akwaaba UK». كما رحّب باقتراحات لإعادة تسمية الموسم بطريقة تحافظ على جاذبيته لدى الجمهور الشاب، مُشيراً إلى إمكانية اختصار «December in Ghana» إلى الحروف الأولى D.I.G مع شعار دعوي يناسب الشباب.
اكتسبت عبارة «ديتي ديسمبر» شهرتها قبل نحو ثماني سنوات، بعد أن أطلق الفنان النيجيري مستر إيزي مهرجان Detty Rave في أكرا. هذا العام امتلأت شوارع وأماكن الاحتفال في أكرا بآلاف أبناء الشتات وسياح آخرين، أغلبهم من الولايات المتحدة واوروپا، وتتراوح أعمارهم بين أوائل العشرينات ومنتصف الأربعينات، وينشطون في السهر والاحتفال طيلة أيام الأسبوع.
من بين الفعاليات التي استقطبت جمهوراً واسعاً، أحيا أسطورة الهيب هوب الأمريكي بوستا ريمز حفلة ضمن مسرحية Rhythm and Brunch، بينما يشارك الرابر البريطاني الشهير Giggs في مهرجان Afro Paradise في 31 ديسمبر. كما ينتظر أن يحيي نجما الغناء المحليان ساميني — الذي يُنظر إليه على أنه «عرّاب» الدانس هول الغاني — وReggie Rockstone حفلات رئيسية لاحقاً هذا الشهر.
في السنوات الأخيرة راهنت غانا على نفسها كوجهة للأفارقة المقيمين في القارة ولأبناء الشتات الأفريقي؛ ومن الأمثلة البارزة إطلاق الحكومة في 2019 مبادرة «عام العودة» التي حفّزت من لهم جذور أفريقية على زيارة البلاد والاستثمار فيها. ورغم أن تدفق الزوار في ديسمبر يُنظر إليه إيجابياً من منظور اقتصادي، إلا أن بعض السكان المحليين يشتكون من ارتفاع الأسعار، والازدحام، واحتقان الحركة المرورية خلال هذه الفترة.
واللافت أنّ ديسمبر في غانا لم يعد يقتصر على الحفلات المتواصلة؛ فإلى جانب المهرجانات والحفلات المتوقعة، نما تقويم من الفعاليات المهنية والتثقيفية: حلقات استثمارية، جلسات للتشبيك، ومعارض ثقافية تقدم لأبناء الشتات مساراتٍ للدخول إلى قطاعات مثل العقار، والموارد المعدنية، والموضة، والنسيج.