مرضى غزة على حافة الموت مع استمرار إسرائيل في حجب الإمدادات الطبية

مدير عام وزارة الصحة في غيزا: المستشفيات على شفير انهيارٍ غير مسبوق والوضع مروّع

حذّر مسؤول صحي رفيع بأن منظومة الرعاية الصحية في القطاع تعيش أزمة حادة قد تؤدي إلى انهيار لم يسبق له مثيل، مع آلاف المرضى المعرضين للموت أو للإعاقة نتيجة الحصار الإسرائيلي والقيود المتواصلة على دخول المعدات والادوية الضرورية.

قال منير البرش لوسائل الإعلام إن الأوضاع داخل المستشفيات «مأساوية ومرعبة»، وأن عجز وصول امدادات طبية حيوية يقيّد قدرة الأطباء على التعامل مع الحالات الحرجة، خصوصاً بسبب منع دخول كميات متفق عليها من الشاحنات الطبية عبر المعابر. وأضاف أن نقص المواد الجراحية الاستهلاكية، ومحاليل وبخاخات التخدير وضمادات الغرز ومستلزمات غسيل الكلى واسع النطاق يعيق إجراء العمليات العاجلة.

وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر ونقص المولّدات يزيدان من حالة الطوارئ، ما يجعل العمل الطبي في أقسام العناية المشددة وغرف العمليات أمراً بالغ الصعوبة. ووصف الوضع بأنه الأخطر منذ تأسيس السلطة الفلسطينية قبل أكثر من ثلاثين عاماً.

وذكر أن غيزا شهدت استهدافاً شبه شامل للمرافق الصحية طوال سنوات الحرب، حيث تضررت أو تعطلت عشرات المنشآت الصحية وشُوهِدَت أضرار فادحة في ما لا يقل عن 125 مرفقاً صحياً بينها 34 مستشفى، بينما فقد القطاع الصحي أكثر من 1,700 من العاملين نتيجة القتل والاعتقالات، مع استمرار احتجاز نحو 95 من الأطباء والعاملين الصحيين، معظمهم من القطاع.

قوائم انتظار طويلة ومآسي الممنوعين من السفر

أوضح أن نظام إحالة المرضى للعلاج خارج القطاع قائم لكنه معقّد وبطيء للغاية، إذ تُقيّم قوائم التحويل أولاً من قبل منظمة الصحة العالمية ثم تُعرض على الجهات الإسرائيلية للموافقة الأمنية، ما أدى إلى وفاة 1,156 مريضاً أثناء انتظار موافقة السفر للعلاج. ويوجد حالياً نحو 20 ألف مريض على قوائم الانتظار، منها حوالي 18,500 تمت الموافقة عليهم من قبل المنظمة، بينما نحو 3,700 في حالات حرجة، منهم نحو 4,300 طفل ينتظرون النقل للعلاج.

يقرأ  اختراق مقاتلات ميغ‑31 الروسية للمجال الجوي الإستوني يضع أوروبا الشرقية على حافة التوتر

كما نبه إلى أن الأزمة لا تقتصر على الجرحى فقط: آلاف مرضى المياه الزرقاء يواجهون خطر العمى الدائم لغياب العلاجات، وحوالي 40 ألف امرأة حامل مهجّرة تعيش في ملاجئ رديئة تضع صحتهن وصحة أجنتهن في خطر، في حين أن نحو 320 ألف طفل دون الخامسة مهدّدون بسوء التغذية في سياق تدهور الحماية الإنسانية نتيجة تقليص وصول المساعدات.

مطالبة بفتح المعابر فوراً

طالب بتشغيل المعابر فوراً والسماح بتدفق امدادات إنسانية وطبية عاجلة ونقل آلاف المرضى الحرجين لتلقي العلاج، محذراً من أن أي تأخير إضافي سيكلّف المزيد من الأرواح. في المجمل، أشار إلى أن الحرب التي استمرت أكثر من عامين أودت بحياة نحو 71 ألف فلسطينياً وأصابت أكثر من 171 ألفاً، وفق أرقام وصفها بالمدمرة للقدرة الصحية في القطاع.

أضف تعليق