نُشر في 23 ديسمبر 2025
انقر للمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي
أوكرانيا تسرّع من نشر طائرات اعتراضية رخيصة الثمن لمواجهة الهجمات الجوية المتطورة التي تشنّها روسيا على مراكز المدن والبنى التحتية للطاقة. هذه الأنظمة المحلية تعترض الطائرات الانتحارية عالية الارتفاع بتكلفة تقلّ بكثير عن تكلفة الصواريخ التقليدية، ما يشكّل نقلة نوعية في استراتيجيات الدفاع الجوي المعاصر.
يهتم الفنيون الميدانيون بتجميع المعدات بسرعة، يركّبون الهوائيات والحساسات على حوامل الإضاءة ويفتحون شواحن الشاشات ولوحات التحكم من صناديق الحماية استعدادًا لنشر هذه الأسلحة الحاسمة بشكل فوري ومبااشرة.
جهاز “ستينغ” بمظهره الشبيه بالترمس يُعدّ مثالًا على أسطول الاعتراض الابتكاري الأوكراني. ووفقًا لقائد وحدة، فإن هذه الأنظمة تُحيّد الطائرات الانتحارية الروسية التي تطورّت لتصبح أسرع وتعمل على ارتفاعات أعلى.
«كل هدف مُدمر يعني شيئًا لم يصل إلى منازلنا ولا إلى عائلاتنا ولا إلى محطات توليد الكهرباء»، قال الضابط المعروف فقط بلقب الاتصال «لوي» تماشيًا مع بروتوكولات الجيش الأوكراني. «العدو لا ينام، ونحن أيضاً لا ننام.»
قصف المدن والمرافق الكهربائية ليلاً أجبر كييف على إعادة تشكيل استراتيجيتها للدفاع الجوي من خلال تطوير طائرات اعتراضية منخفضة التكلفة لا تتجاوز كلفتها أحيانًا ألف دولار. هذه الأنظمة انتقلت من نماذج أولية إلى إنتاج جماعي خلال أشهر من عام 2025، مسجلة تحولًا محوريًا في ميدان الحرب الحديثة.
يعتمد نجاح الدفاع الأوكراني الآن على التصنيع الواسع النطاق والتكيّف السريع ودمج أنظمة فعّالة من حيث التكلفة ضمن الشبكات القائمة بدل الاعتماد على الأسلحة التقليدية المحدودة والمكلفة والتي يصعب استبدالها بسرعة.
تتميز طائرات الاعتراض مثل «ستينغ» التي تصنعها الشركة الناشئة التطوعية Wild Hornets، و«باليِت» الذي طورته شركة General Cherry المتوسعة، بقدرتها على التسارع بسرعة كبيرة قبل الاصطدام بالطائرات المعادية. يشغّل الطيارون هذه الأنظمة عبر شاشات عرض أو نظارات العرض الأولي.
الميزة الاقتصادية تبدو حاسمة. أندريي لافرينوفيتش، عضو المجلس الاستراتيجي في شركة General Cherry، قال إن الطائرات التي تُحيدها أنظمتهم تكلف ما بين 10,000 إلى 300,000 دولار لكل طائرة.
«نحن نحدث ضررًا اقتصاديًا جسيمًا»، أضاف.
تستخدم روسيا في الغالب الطائرة الانتحارية ذات التصميم الإيراني «شهيد» وقد طورت نسخًا متعددة من هذه المركبة ذات الجناح المثلثي مزوّدة بأجهزة تشويش وكاميرات ومحركات توربينية في سباق ابتكاري مستمر.
«في بعض المجالات هم خطوة أمامنا، وفي أخرى نبتكر حلًّا مبتكرًا فيتعاطى العدو معه»، قال لافرينوفيتش.