انقلاب عبارة في نهر الميكونغ يثير صدمة وفوضى
كان يفترض أن يكون الخميس الماضي عاديًا في لوَس، البلد الذي وُلِد فيه والد أنطونان، المواطن الفرنسي البالغ من العمر 30 عامًا. بدلاً من ذلك، وجد نفسه محاطًا بأكثر من 140 شخصًا — معظمهم سياح — عقب انقلاب عبارة في نهر الميكونغ. تبيّن أن الغالبية نجت، فيما لا يزال ثلاث أشخاص مفقودين على الأقل.
تُظهر مقاطع الفيديو المتداولة مشاهد صراخ وذعر؛ أطفالٌ يبكون، وركابٌ يتخبطون محاولين إنقاذ حقائبهم ومقتنياتهم. يذكر أنطونان أنه رأى أمًا مع طفلَيْن على متن العبارة قبل أن تتبدد معالمهم، ولم تظهر هذه الأسرة على متن قارب الإنقاذ.
أفادت وسائل إعلام لاوية يوم الإثنين أن فرق الإنقاذ انتشلت جثة امرأة تُدعى باني هير من النهر، ثم عُثر على جثة رضيع يبلغ عامًا واحدًا يعتقدون أنه أحد أطفاله. ما زالت عمليات البحث مستمرة عن الطفل الثاني.
وصلت العبارة مساء الخميس من بلدة هوَي شاِي متجهة إلى المدينة التاريخية لوانغ برابانغ، وهو مسار مألوف على طول الميكونغ ويستقطب أعدادًا كبيرة من السياح. وفق تقرير رسمي نُشر في Laotian Times، كان على ظهر القارب 118 سائحًا و29 محليًا بينهم طاقم مؤلف من أربعة أشخاص، ثم اصطدموا بصخور مغمورة قرب كهوف تام تينغ (باك أو)، ما أدى إلى تسرب المياه وبدء الغرق خلال دقائق.
شكا ركاب من ندرة سترات النجاة؛ قال أنطونان إن عددها كان لا يتجاوز نحو خمسة عشر سترة فقط، وهو ما اعتبره أمرًا صادمًا ومقلقًا ومؤشّرًا على قلة الاستعداد. في خضم الانقلاب، ناشد ركاب قاربًا مارًّا للتوقف والمساعدة لكنه لم يمتنع — ربما لكونه صغيرًا جدًا — قبل أن يتوقف قارب آخر ويبدأ عمليات الإنقاذ.
يوضح السائح البريطاني برادلي كوك أن توقف قارب الإنقاذ ساهم مؤقتًا في تفاقم الوضع، إذ انزاح كثير من الركاب جميعهم إلى جانب واحد من العبارة محاولةً الوصول إلى وسيلة إنقاذ، مما زاد من ميلها ودفَع المياه لملء بدنها أسرع. قفز كوك إلى سطح العبارة ثم إلى قارب الإنقاذ، فيما تمكن بعض الركاب من السباحة إلى القوارب المساعدة أو التعلّق بالدرابزين حتى سحبهم الآخرون.
روى ركاب آخرون تفاصيلَ من نوعها؛ قال غابرييليوس بارانوفيتشيوس، شابٌ ليتوانيّ، إن المزاح الذي كان يدور بينهم في البداية تبدد وقت إدراكهم أن العبارة تغرق، وإنه أمسك بالكاميرا لكنه أطفأها حين سمع صراخًا وهرع لمساعدة آخرين بدل التصوير.
رغم أن معظم الركاب نُقلوا بأمان، إلا أن فقدان امرأة وطفل رضيع ألقى بظلال من الحزن على الحادث، ولا يزال البحث مستمرًا عن طفل ثانٍ. تقارير محلية أفادت بأن الجثتين وُجِدتا منفصلتين قرب لوانغ برابانغ.
يُذكر أن عشرات الآلاف من السياح يستعملون سنويًا خدمات العبّارات والبواخر السريعة على مسار يمتد نحو 300 كيلومتر يربط هوَي شاِي وباك بنغ ولوآنغ برابانغ، وفق مفوضية نهر الميكونغ. قال كوك إن التجربة كانت “مروعة” وأثّرت به بعمق. الارشيف الدولي لصور غيتي