ترامب: مَن يختلف معي لن يتولى رئاسة الاحتياطي الفيدرالي أخبار الأعمال والاقتصاد

الرئيس الأمريكي يستعرض مرشحين لخلافة جيروم باول ويطالب بولاءً كاملاً

ينخرط البيت الأبيض في مقابلات مع مرشحين لشغل منصب رئيس الاحتياطي الفدرالي خلفاً لجيروم باول، فيما أعرب الرئيس دونالد ترامب عن توقعه بأن يظل رئيس البنك المركزي المقبل محافظاً على معدلات فائدة منخفضة وألا «يختلف» معه أبداً.

نشر ترامب على منصته «تراث سوشل» منشوراً مطوّلاً قال فيه: «أريد من رئيس الاحتياطي الجديد خفض أسعار الفائدة إذا كانت الأسواق تؤدي أداءً جيداً، لا تدمير السوق من دون مبرر. يجب مكافأة الولايات المتحده على النجاح، لا هدمها بسببه. ومن يخالفني لن يكون رئيس الاحتياطي أبداً!»

منذ عودته إلى السلطة في فبراير، مارَس ترامب ضغوطاً متكررة على البنك المركزي ليخفض أسعار الفائدة في مسعى لتحفيز نمو الاقتصاد الأمريكي. وهدّد علناً بعزل باول لعدم امتثاله لتوجيهاته بشأن تخفيض الفائدة، ووصفه بألفاظ نابية مثل «أبله» و«خاسر كبير». تصريحات الرئيس حول خليفة باول أثارت خشية من تآكل استقلالية الاحتياطي، وهو تقليد طويل الأمد في النظام السياسي الأمريكي.

تولى الاحتياطي الفدرالي هذا العام خفض سعر الفائدة المرجعي ثلاث مرات، ووصل النطاق إلى 3.5–3.75 بالمئة منتصف ديسمبر، بينما ألمح ترامب سابقاً إلى أن المعدل ينبغي أن يهبط حتى 1 بالمئة. وخفض أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أرخص ويحفز الإنفاق، غير أن التسرع في التخفيض أو الخفض الحاد قد يرفع مخاطر التضخم.

قال مايكل ساندل، مدير الاستثمار في بوتوماك ريفر كابيتال ومؤرخ للاحتياطي الفدرالي، في حديث لأل جازيرا إن رسالة ترامب إلى المرشح المقبل واضحة: من الأقوى في إقناعه بأن سياسته تصب في مصلحته هو الذي سيحظى بالمنصب. وأضاف: «البيان في الأسابيع الأخيرة من عملية اختيار خلف باول يوجّه الأنظار إلى أي من المتنافسين سيفعل ما يريده ترامب، أو بعبارة أخرى من يستطيع إقناعه بأن طريقته تخدمه».

يقرأ  نشطاء فلسطينيون ينفون التسبب بأضرار تُقدَّر بمليون جنيه إسترليني

من بين أبرز المرشحين الذين ذُكِروا: كيفن هاسيت مدير مجلس الاقتصاد الوطني، كيفين وارش الممول والحاكم السابق في الاحتياطي، وكريستوفر والر، الحاكم الحالي في مجلس الاحتياطي، وفق تقارير إعلامية. وصرّح هاسيت هذا الأسبوع أن الاحتياطي ينبغي أن يواصل خفض أسعار الفائدة، رغم مؤشرات اقتصادية حديثة أظهرت أداءً أفضل للاقتصاد الأمريكي مما توقع كثير من المحللين.

أظهرت بيانات وزارة التجارة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.3 بالمئة للفترة من يوليو إلى سبتمبر، أعلى من توقعات محللي داو جونز الذين توقعوا 3.2 بالمئة للربع الثالث من 2025، وقد جاء كثير من هذا النمو مدفوعاً بإنفاق المستهلكين والصادرات وفق مكتب التحليلات الاقتصادية.

رأى ساندل أن هاسيت يبدو الأقوى بين المرشحين نظراً لعلاقته السابقة مع ترامب. وقال: «من بين النهائيين أراهن على كيفن هاسيت؛ فهو الأقرب إلى ترامب وكما شغل رئاسة مجلس الاقتصاد الوطني، ربما الأخير في الغرفة والذي يستطيع أن يقنعه بأفضل صورة». وأضاف أن لهاسيت مهارة نادرة في «تدريس الاقتصاد لترامب والدعاية لأفكاره الفريدة».

كيفن هاسيت يتحدث إلى الإعلام أمام البيت الأبيض في واشنطن، 16 ديسمبر 2025 (إيفلين هوكستاين/رويترز)

أضف تعليق