المملكة العربية السعودية تطالب الانفصاليين اليمنيين بالانسحاب من المحافظات التي سيطروا عليها

الرياض تصف سيطرة الانفصاليين على محافظتين غنيتين بالنفط بأنها «تصعيد غير مبرر» وسط تصدّع تحالف هش ضد الحوثيين

نُشر في 25 ديسمبر 2025

شارِك

دعت المملكة العربية السعودية علناً المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الانسحاب من محافظتي حضرموت والمَهْرَة الشرقيتين اللتين سيطر عليهما في أوائل ديسمبر، في خطوة تزيد من عمق الانقسامات داخل التحالف الإقليمي المعارض للحوثيين. ووصفت وزارة الخارجية السعودية العمليات العسكرية التي شنها المجلس بأنها «تصعيد غير مبرر»، مطالبة بعودة القوات إلى مواقعها السابقة وتسليم المخيمات في تلك المناطق إلى قوات الحِمْيَة الوطنية.

أوضحت وزارة الخارجية أن جهود الوساطة جارية بهدف التوصل إلى انسحاب عاجل ومنظّم يعيد الاستقرار، مشددة على أهمية تعاون جميع المكونات والفصائل اليمنية على ضبط النفس وتجنُّب أي إجراءات قد تُعيق الأمن والاستقرار وتؤدي إلى نتائج غير مرغوبة. ورحبت الرياض بآمال بأن يسحب الانفصاليون قواتهم بسرعة وبشكل منظم.

تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي جرى دعمه سابقاً عسكرياً ومالياً من قِبَل دولة الإمارات بسرعة للاستيلاء على المنشآت النفطية والمباني الحكومية ومعابر الحدود في المحافظتين، واعتمد مقاومة محدودة. كما استولى على قصر الرئاسة في عدن، مقر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. والمجلس، الذي تأسس عام 2017 لاستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة بين 1967 و1990، يسعى عبر هذه المكاسب إلى ترسيخ سيادة جنوبية مستقلة على موارد واستراتيجيات طرق التجارة والطاقة في المنطقة.

في حين أن المجلس له تمثيل في مجلس القيادة الرئاسي عبر قيادته، أيادروس الزبيدي، فإن سلوكه أصبح أكثر استقلالية وتباعداً عن المؤسسة الحكومية التي يُفترض أنه جزء منها. بدلاً من الانسحاب، وسّع نفوذه إلى محافظة أبين المجاورة وأعلن أن هدفه النهائي استعادة العاصمة صنعاء من الحوثيين، مؤكداً أن الجنوب يقف عند «مفترق حاسم ووجودي» يتطلب بناء مؤسسات دولة جنوبية مستقبلية.

يقرأ  ما يجب معرفته عن تهديد ترامب بسحب مباريات كأس العالم من بوسطنأخبار كرة القدم

أرسلت السعودية والإمارات وفداً مشتركاً إلى عدن في 12 ديسمبر لمحاولة التفاوض، لكن تلك المساعي لم تُسفر حتى الآن عن اختراق ملموس. وترى الرياض، التي تمتد حدودها مع حضرموت لمسافة نحو 684 كيلومتراً، أن المحافظة تشكل أولوية أمنية وطنية، في حين لدى عُمان مخاوف مماثلة بشأن المهرة على حدودها. وتحتضن المحافظتان طرقاً تجارية وموارد طاقة مهمة يعتبرها المجلس شرطاً أساسياً لإقامة دولة جنوبية مستقلة.

يحذّر المحلّلون من أن هذا التصعيد قد يقوّض الهشاشة التي تحيط بالهدنة في اليمن ويفيد الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال البلاد بما في ذلك صنعاء منذ 2014. وتظل المخاطر متزايدة على استقرار العملية السياسية والإقليمي، لا سيّما مع بروز شروخ داخل التحالف الذي كان يعتبر خط المواجهة الرئيسي ضد النفوذ الإيراني في اليمن.

المصدر: بيانات رسمية ومتابعات ميدانية لمعارك ديسمبر 2025

(Note: تم إدخال بعض الأخطاء الإملائية الشائعة مقصودة، مثل «الحكومه» و«الجنوببة».)

أضف تعليق