غارة بطائرة ميسّرة تودي بحياة شخصين في شرق لبنان
نُشر في ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٥
قتِل شخصان إثر غارة بطائرة ميسّرة إسرائيلية استهدفت حافلة صغيرة في شرق لبنان، في سياق انتهاكات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، بحسب وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطائرة أصابت المركبة على طريق حوش السيد علي في قضاء الهرمل.
جاءت الغارة بعد ساعات من هجوم إسرائيلي سابق الليلة التي سبقتها، في ظل انتهاكات شبه يومية للتهدئة. وادعى المتحدث العسكري الإسرائيلي على منصة إكس أن الضربة استهدفت “عنصراً إرهابياً” في بلدة الناصرية بشرق لبنان.
في حادث منفصل مساء الأربعاء، أصيب مارّ بجروح عندما استهدفت طائرة إسرائيلية سيارة في بلدة جنتاتا في قضاء صور جنوب البلاد.
الأرقام الإنسانية تشير إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من ٣٠٠ شخص في لبنان منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، بينهم نحو ١٢٧ مدنياً، وفقما أفادت الأمم المتحدة. وسجّلت بيانات مشروع تتبع الأحداث والصراعات المسلحة (ACLED) نحو ١٦٠٠ ضربة جوية نفذتها القوات الإسرائيلية عبر الأراضي اللبنانية بين كانون الثاني ونهاية تشرين الثاني.
تبرّر إسرائيل غاراتها شبه اليومية بأنها تستهدف مقاتلي حزب الله وبنيته التحتية، مطالبة بتفكيك سلاح الحزب بالكامل ضمن بنود التهدئة. من جهتها، ترفض حركة حزب الله منذ زمن طويل نزع سلاحها، معتبرة أن تسليحها ضرورة دفاعية لحماية لبنان من الاعتداءات والاحتلال الإسرائيلي. ودعت الحركة الحكومة اللبنانية إلى رفض تهديدات إسرائيل بنزع السلاح خشية تصاعد العدوان.
وقالت الحركة في بيان إن “السلطات اللبنانية يجب أن تتصرّف بحزم وتجنّب الانزلاق نحو تنفيذ شروط يفرضها العدو لإذلال جيشنا وشعبنا وانتهاك سيادتنا”.
من جانبها، أكدت الحكومة اللبنانية أنها قريبة من استكمال عملية نزع سلاح عناصر الحزب في جنوب نهر الليطاني قبل انتهاء مهلة السّنة، وفق تصريحات رسمية. وبموجب الاتفاق، كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في كانون الثاني، إلا أن الانسحاب كان جزئياً مع بقاء تواجد عسكري في خمسة مواقع حدودية.
لا تزال أكثر من ٦٤ ألف شخص، معظمهم من جنوب لبنان، نازحين داخلياً بحسب الأمم المتحدة. ورأت رئاسة الجمهورية اللبنانية الأسبوع الماضي أن تمكين المدنيين النازحين من العودة إلى قراهم ومنازلهم يمثل “مدخلاً لمعالجة كل التفاصيل الأخرى” المتعلقة بآلية وقف إطلاق النار.
تتواصل الهجمات الإسرائيلية في وقت تجري محادثات دبلوماسية مُيسّرة من الولايات المتحدة بين إسرائيل ولبنان، إذ اجتمعت وفود مدنية وعسكرية من البلدين في الناقوورة الأسبوع الماضي في جلسات مغلقة.