أعلنت إسرائيل أنها أصبحت أول دولة تعترف رسميًا بإقليم صوماليلاند كدولة مستقلة، في خطوة سياسية أثارت ردود فعل متباينة على المستوى الإقليمي والدولي.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تنوي توسيع مجالات التعاون فورًا في قطاعات الزراعة والصحة والتكنولوجيا، فيما وصف رئيس صوماليلاند عبدالرحمن محمد عبد الله الإعلان بأنه «لحظة تاريخية».
قد تشجع هذه الخطوة دولًا أخرى على المضي في مسار مماثل، ما يعزز من أوراق إقليم صوماليلاند الدبلوماسية ويفتح أمامه سبلًا أوسع للوصول إلى الأسواق الدولية.
من جهة أخرى، أدان وزراء خارجية السومال ومصر وتركيا وجيبوتي القرار، مؤكدين في بيان مشترك «الرفض التام» لإعلان إسرائيل ومحذرين من خطوات أحادية قد تزعزع الاستقرار أو تخلق كيانات موازية لمؤسسات الدولة.
قال عبدالرحمن إن صوماليلاند ستنضم إلى اتفاق ابراهام، واعتبر ذلك خطوة نحو السلام الإقليمي والعالمي، مؤكدًا التزام إقليمه ببناء شراكات تعزز الازدهار المشترك وتدعم الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جيدعون ساعر أن البلدين اتفقا على إقامة «علاقات دبلوماسية كاملة، تشمل تبادل السفراء وافتتاح سفارات»، مضيفًا أنه أصدر تعليماته لوزارته بالعمل فورًا على مؤسسية الروابط بين البلدين في مجالات متعددة.
في المقابل، أجرى وزير الخارجية المصري اتصالات هاتفية مع نظرائه في الصومال وتركيا وجيبوتي لبحث تبعات الإعلان، وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية أن الدول الأربع جددت دعمها لوحدة وسيادة وسلامة أراضي الصومال، وحذرت من أي إجراءات أحادية قد تقوض الاستقرار الإقليمي.
وأشار البيان إلى أن اعتراف دولٍ بأجزاء من دول ذات سيادة قد يشكل سابقة خطيرة تتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن الوزراء أعادوا التأكيد على رفضهم لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.
تحاول إسرائيل منذ سنوات تعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن توالى النزاعات، لا سيما في غزة والتصعيد مع إيران، أعاق هذه المساعي في بعض الأحيان.
كانت اتفاقيات إبراهيم التاريخية التي جرى التوصل إليها أواخر 2020 في الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد مهدت لتطبيع عدة دول، بينها الإمارات والمغرب، لعلاقات علنية مع إسرائيل، وانضم لاحقًا أطراف أخرى إلى هذا المسار.
يمتاز إقليم صوماليلاند بموقع استراتيجي على خليج عدن، وله عملة وجوازات سفر وقوات شرطة خاصة به. تأسس الإقليم عمليًا عام 1991 عقب حرب استقلال ضد نظام الجنرال السابق سيد حبر (سياد بارِه)، ومنذ ذلك الحين واجه عزلة دبلوماسية متواصلة امتدت لعقود.
يقدّر عدد سكانه بنحو ستة ملايين نسمة، وهو يتصدر ملفّات نزاع إقليمية شملت الصومال وإثيوبيا ومصر في فترات متقطعة. وفي العام الماضي أثار اتفاق بين إثيوبيا، التي لا تطل على البحر، وصوماليلاند لتأجير شريط ساحلي لأغراض إنشاء ميناء وقاعدة عسكرية استياء الصومال.