زيلينسكي: روسيا تستخدم أراضي بيلاروسيا للالتفاف حول دفاعات أوكرانيا — أخبار الحرب الروسية الأوكرانية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستغلال مبانٍ سكنية عادية في الأراضي البيلاروسية الحليفة لشن ضربات على أهداف أوكرانية وتجاوز منظومات دفاع كييف. جاء ذلك في رسالة نُشرت على حسابه في تطبيق تيليغرام عقب اجتماع هيئة الأركان، حيث حذّر من أن مثل هذه الممارسات تعرض المدنيين في بيلاروسيا لخطر بالغ وتُعدّ تنازلاً عن سيادة هذه الدولة لصالح طموحات موسكو العدوانية.

قال زيلينسكي إن الاستخبارات الأوكرانية رصدت نشر تجهيزات على أسطح مبانٍ سكنية من طابقين أو خمسة طوابق في بلدات قرب الحدود، تشمل هوائيات ومعدات توجيهية تُسهل توجيه مسيرات من طراز «شاهد» نحو أهداف في مناطق غربية من أوكرانيا. وأضاف: «وضع أجهزتهم فوق أسطح أبنية سكنية يدلّ على تجاهلٍ كامل لحياة الناس، ومن الضروري أن تتوقف مينسك عن اللعب بهذه النار»، مضيفاً أن بيلاروسيا باتت تسير في ركب السياسات الروسية على حساب سيادتها.

لم يصدر تعليق فوري من وزارتي الدفاع الروسي والبيلاروسي على هذه الاتهامات. ويُذكر أن روسيا سبق أن استخدمت الأراضي البيلاروسية كنقطة انطلاق لغزوها في شباط/فبراير 2022، ولا تزال مينسك حليفاً وثيقاً لموسكو، رغم تعهد رئيسها ألكسندر لوكاشنكو بعدم إرسال قوات بيلاروسية للمشاركة المباشرة في القتال.

في سياق موازٍ، أفادت تحقيقات وتحليلات صور الأقمار الصناعية لبحثَين أميركيين بأن موسكو ربّما نقلت صواريخ باليستية فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية إلى قاعدة جوية سابقة في شرق بيلاروس. وذكر الباحثان جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، وديكر إيفيلث من مؤسسة CNA البحثية في فرجينيا، أنهما واثقان بنسبة تقارب 90% من أن منصات إطلاق متنقلة من طراز أوريشنيك باتت متمركزة قرب قاعدة كريتشيف السابقة، على بعد نحو 307 كيلومترات شرق مينسك.

يقرأ  من هو جيمي لاي، قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ؟ أخبار احتجاجات هونغ كونغ

وأشار الباحثان إلى مؤشرات محددة في صور أقمار صناعية، منها مشروع إنشاء سريع بدأ بين الرابع والثاني عشر من أغسطس، ووجود نقطة نقل سككية عسكرية محاطة بسياج أمني تُستخدم لتوريد الصواريخ ومنصاتها المتنقلة عبر القطار إلى الموقع — وهو ما وصفه أحدهما بأنه «دليل قاطع». ولفت الباحث الآخر إلى بناء قاعدة خرسانية طُمرت أو غُطيت بالأرض، وهو ما تَرَكَّب مع ما يُتوقع من منصات إطلاق مخفّية. وتقول التقييمات إن استنتاجات الباحثين تتقاطع إلى حد كبير مع خلاصات استخباراتية أميركية.

لم تنفِ روسيا وبيلاروس رسمياً تلك التقارير حين نُشرت، لكن لوكاشنكو أقرّ هذا الشهر بنشر أسلحة روسية داخل بلاده من دون تحديد المواقع بدقة، مُشيراً إلى احتمال تواجد حتى عشرة صواريخ من ذلك الطراز على الأراضي البيلاروسية. وورد عن وزير دفاع بيلاروس، فيكتور خرنين، أن نشر هذه الصواريخ لا يغيّر ميزان القوى في أوروبا وأنه «ردّنا» على ما وصفه بالإجراءات الغربية «العدائية».

على الصعيد الميداني، تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم روسي جديد وواسع فجر السبت، تضمن انفجارات وتشغيل منظومات دفاع جوية، فيما أعلنت القوات الأوكرانية عن استخدام موسكو لصواريخ كروز وباليستية. وفي تطور دبلوماسي، من المقرّر أن يلتقي زيلينسكي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد لبحث صيغة ممكنة لوقف إطلاق نار بين موسكو وكييف، وأعرب زيلينسكي لموقع Axios عن استعداده لعرض «خطة السلام ذات العشرين بنداً» التي تقودها واشنطن لاستفتاء شعبي — شرط موافقة روسيا على وقف إطلاق نار لمدة ستين يوماً تتيح لأوكرانيا التحضير لإجراء الاستفتاء.

أضف تعليق