وزير الدفاع السعودي يدعو المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الانسحاب “سلمياً” من حضرموت والمهرة
قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنه سيتعامل مع أي تحركات عسكرية انفصالية تقوّض جهود خفض التصعيد في الجنوب، فيما كرست الرياض موقفها الداعي إلى أن ينسحب المجلس الانتقالي الجنوبي (المجلس الانتقالي) من المحافظتين الشرقيتين اللتين استولى عليهما مؤخراً.
كتب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان على منصة X يوم السبت أن “الوقت قد حان” لأن يدع قوات المجلس الانتقالي “يسود العقل بالانسحاب من المحافظتين وبطريقة سلمية”.
من جهته، قال العميد الركن تركي المالكي، متحدث التحالف، إن “أي تحركات عسكرية تنتهك هذه الجهود [خفض التصعيد] ستتعامل معها القوات مباشرة وفوراً لحماية المدنيين وضمان نجاح استعادة الهدوء”، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
وأضاف المالكي اتهامات بأن عناصر المجلس الانتقالي ارتكبت “انتهاكات جسيمة ومروعة لحقوق الإنسان بحق المدنيين”، من دون تقديم أدلة مرفقة.
جاءت التصريحات بعد يوم من اتهام المجلس الانتقالي السعودية بشن غارات جوية على مواقع له في محافظة حضرموت، وبعد دعوات واشنطن إلى ضبط النفس في ظل تصاعد سريع للأحداث.
في وقت سابق من الشهر، سيطرت قوات موالية للمجلس الانتقالي على مساحات واسعة من الحكومة المدعومة سعودياً في محافظتي حضرموت والمهرة. ولهذا المجلس والحكومة تحالفات سابقة في مواجهتهما مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) المتحالفة مع إيران.
رحّب عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بتصريحات وزير الدفاع السعودي، واعتبرها “تعكس بجلاء موقف المملكة الثابت وحرصها المخلص على أمن واستقرار اليمن”، حسب ما نشر على منصة X.
كما قال رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بعد اجتماع طارئ إن تحركات المجلس الانتقالي تشكل “انتهاكات خطيرة ضد المدنيين”.
المجلس الانتقالي، الذي تلقّى دعماً عسكرياً ومالياً سابقاً من الإمارات، يسعى إلى إعادة إحياء دولة الجنوب السابقة. وحذر، يوم الجمعة، من أن ضربات نسبها إلى السعودية لن تثنيه عن مواصلة تقدمه.
دبلوماسية وتهدئة؟
في واشنطن، قال وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو: “نحث على ضبط النفس ومواصلة المساعي الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل دائم”.
أذربيجان من جهتها أعربت عن ترحيبها بالجهود التي تقودها كل من السعودية والإمارات لتهدئة التوترات في اليمن.
بعد الغارات الأخيرة، ناشدت الحكومة اليمنية التحالف بقيادة السعودية لدعم قواتها في حضرموت، بعدما استولى الانفصاليون على معظم أكبر محافظات البلد.
وطالبت الحكومة التحالف بـ”اتخاذ جميع الإجراءات العسكرية الضرورية لحماية المدنيين الأبرياء في محافظة حضرموت ودعم القوات المسلحة”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية اليمنية.
وقال مسؤول عسكري يمني يوم الجمعة إن نحو 15 ألف مقاتل مدعومين من السعودية تجمعوا قرب الحدود السعودية لكن لم يتلقوا أوامر بالتقدم نحو الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون. ونشرت هذه القوات على أطراف المناطق التي استولى عليها المجلس الانتقالي في الأسابيع الأخيرة.
أضافت التقدّمات الانفصالية مزيداً من الضغوط على العلاقات بين السعودية والإمارات، الحليفتين اللتين تدعمان فصائل متنافسة داخل الحكومة اليمنية.
وأكدت الإمارات يوم الجمعة ترحيبها بجهود السعودية لدعم الأمن في اليمن، في محاولة من الحليفين الخليجيين عرض موقف موحد.
الحكومة اليمنية الحالية تمثّل تحالفاً هشا يضم عناصر انفصالية ويتماسك أساساً بسبب موقفه المشترك ضد الحوثيين. وقد طردت جماعة الحوثي الحكومة من العاصمة صنعاء عام 2014 وسيطرت على معظم شمال البلاد.