قوات الدعم السريع تودي بحياة ٨٩ شخصًا خلال ١٠ أيام في دارفور بالسودان — الأمم المتحدة

هجمات عنيفة بين 11 و20 أغسطس أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 شخصاً في إقليم دارفور، وفق ما أفاد به مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي حذّر أيضاً من أن حصيلة الضحايا قد تكون أعلى من الأرقام المعلنة.

عشرُ أيام من الهجمات «الوحشية» التي شنتها قوات الدعم السريع أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في غرب دارفور، فيما تتوالى التقارير عن انتهاكات خطيرة تستهدف المدنيين وتفاقم معاناة السكان.

منذ أبريل 2023 تشهد السودان صراعاً مريراً على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقيادة قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو، وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.

مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة منذ مايو من العام الماضي، تعرضت لعمليات قصف متكررة وفُرض عليها حصار كامل الشهر الماضي، ما أثر على حياة مئات الآلاف من السكان.

الهجمات الأخيرة وقعت بين 11 و20 أغسطس في الفاشر ومخيم الأبوشوك القريب، بحسب ما قالل جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوض فولكر تورك، خلال مؤتمر صحفي في جنيف. وأكد مكتب حقوق الإنسان أن الاعتداءات أسفرت عن مقتل 89 مدنياً خلال فترة عشرة أيام حتى 20 أغسطس، مع مخاوف من أن يكون الرقم الحقيقي أكبر.

وأوضح لورانس أن 57 شخصاً قُتلوا في هجمات يوم 11 أغسطس، وأن 32 قتيلاً سُجّلوا بين 16 و20 أغسطس، مشيراً إلى أن نحو 16 حالة من بين هذه الوفيات تبدو أنها إعدامات ميدانية موجزة. من بين القتلى أفراد من قبيلة الزغاوة وواحد من قبيلة البرتي.

وأضاف أن هذا النمط من الهجمات والقتل العمدي، الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، يثير مخاوف متزايدة من عنف مدفوع بدوافع عرقية.

يقرأ  ناشط في الحفاظ على الحياة البرية بجنوب إفريقيا ينفي تورّطه في تهريب قرون وحيد القرن بقيمة 14 مليون دولار

الحرب وُصفت بارتكاب فظائع جسيمة؛ الفاشر تمثل آخر معقل للجيش في الإقليم الواسع، والقوات الموالية لها قصفت المدينة لأكثر من عام، بينما استهدف الدعم السريع أيضاً مخيمي أبوشوك وزمزم للنازحين — وكان مخيم زمزم، الذي كان يعدّ الأكبر في السودان ويضم أكثر من نصف مليون نسمة، قد فرغ إلى حد كبير بعد هجوم كبير في أبريل وتعرض لسوء تغذية حاد.

حتى الآن أودت الحرب بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وأجبرت أكثر من 14 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وبلغت المعاناة حدّ أن بعض الأسر اضطرّت إلى أكل الأعشاب في محاولات يائسة للبقاء على قيد الحياة وسط موجات المجاعة في أجزاء من البلاد.

كما وثقت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية ارتكاب جرائم شنيعة تشمل القتل والاغتصاب بدوافع عرقية، فيما أعلن محققو المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيقات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وبالتوازي، تحذر منظمة الصحة العالمية من تدهور أزمة إنسانية وصحية حادة في مناطق مثل الفاشر نتيجة استمرار القتال والنزوح الجماعي. وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندمير إن جميع الولايات الثمانية عشرة في السودان أبلغت عن حالات كوليرا، بواقع 48,768 حالة و1,094 وفاة حتى 11 أغسطس.

وأضاف أن المدنيين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء وارتفاعاً في وفيات سوء التغذية، إضافة إلى محدودية شديدة في الوصول إلى الخدمات الصحية.

الكوليرا مرض معوي حاد ينتشر عبر الطعام والماء الملوثين ببرازٍ حامِل للبكتيريا؛ وقد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم تُعالج الحالات سريعاً، لكنّه قابل للعلاج بواسطة محاليل الإماهة الفموية البسيطة، مع استخدام المضادات الحيوية في الحالات الأكثر خطورة.

أضف تعليق