غينيا تُجري أول انتخابات منذ انقلاب 2021 توقعات بفوز الزعيم العسكري

قد يفوز مامادي دومبويا وسط اتهامات بتقييد الإعلام والمعارضة

نُشر في 28 ديسمبر 2025

غينيا تُجري انتخبات رئاسية يتوقع على نطاق واسع أن يحرز فيها الجنرال مامادي دومبويا، القائد العسكري الذي تولى السلطة بانقلاب عام 2021، نصراً ممهوراً بالريبة. نحو 6.7 مليون ناخب مسجل مدعوون للتصويت في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش وتغلق عند 18:00.

القائد السابق لقوات العمليات الخاصة، البالغ من العمر 41 عاماً، يواجه ثمانية مرشحين آخرين، في حين لا يزال الرئيس المخلوع ألفا كوندي وزعيم المعارضة المخضرم سيلو دالين ديالو في المنفى. ودعت أحزاب المعارضة إلى مقاطعة الاقتراع في بلد غني بالموارد المعدنية يعيش فيه نحو 52% من السكان تحت خط الفقر وفقاً لتقديرات البنك الدولي.

ورغم سنوات من الانقلابات، شهدت غينيا انتقالاً ديمقراطياً مع انتخاب ألفا كوندي في نوفمبر 2010 كأول رئيس منتخب بحرية، لكن دومبويا أطاح به في سبتمبر 2021. ويقول جيل يابي، مؤسس مركز الأبحاث الغربي واثي، لوكالة الأنباء الفرنسية إن البلاد «عادت فعلياً إلى ما عرفته منذ الاستقلال عام 1958: أنظمة استبدادية، مدنية كانت أم عسكرية».

قد تُعلن النتائج الأولية خلال يومين، بحسب جنا بوه توريه، مديرة الإدارة العامة للانتخابات.

قيود على المعارضة

لقد خفتسِمتساحة النقاش السياسي في ظل حكم دومبويا؛ تتهم منظمات المجتمع المدني الحكومة بمنع التظاهرات، وتقييد حرية الصحافه والنشاط المعارض. واصفاً الحملة الانتخابية بأنها «مقيدة بشدة، ومصاحبة لعمليات ترهيب ضد فاعلين معارضين واختفاءات قسرية تبدو ذات دوافع سياسية، وقيود على حرية الإعلام»، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم الجمعة، مضيفاً أن هذه الظروف «قد تُقوض مصداقية العملية الانتخابية».

ندد ديالو بالتصويت واصفاً إياه «مسرحية انتخابية» تهدف إلى منح شرعية لما سماه «مخطط مصادرة السلطة».

يقرأ  ٣١ نشاطًا ممتعًا لتعلّم قراءة الساعة

في سبتمبر صادقت غينيا على دستور جديد عبر استفتاء دعاته المعارضة لمقاطعته؛ سمح الدستور للقادة العسكريين بالترشح للرئاسة ومدّد مدة الولاية من خمس إلى سبع سنوات مع إمكانية التجديد مرة واحدة.

آمال وشواغل اقتصادية

تتمتع غينيا بأكبر احتياطي عالمي من البوكسيت وأغنى مكامن خام للحديد غير المستغلة في سيماندو، الذي دُشّن رسمياً الشهر الماضي بعد سنوات من التأجيل. ويُعوّل دومبويا على ربط تقدمه بسياسات تُفيد البلاد من مواردها: فقد نسب لنفسه دور الدفع قدماً بمشروع سيماندو، وفي وقت سابق هذا العام سحبت حكومته ترخيص شركة «غينيا ألومينا» التابعة لـEGA بعد نزاع حول مصفاة ونقلت أصولها إلى شركة مملوكة للدولة.

أدى التوجّه نحو قومية الموارد—الذي تردد صداه في مالي وبوركينا فاسو والنيجر— إلى تعزيز شعبيته، كما أن صغر سنه يجذب شريحة واسعة من الناخبين في بلد متوسط أعمار سكانه يقارب 19 عاماً. يقول محمد كابا، ميكانيكي في كوناكري، لوكالة رويترز: «دومبويا يمثل لنا، نحن الشباب، فرصة لإخراج الطبقة السياسية القديمة من المشهد». وأضاف: «هناك فساد كثير الآن، لكني أمل أن تُحل هذه الأمور».

أضف تعليق