بريجيت باردو: أيقونة سينمائية تحولت إلى مدافعة عن الحيوان
ولدت بريجيت باردو في باريس عام 1934، وتدرّبت في البداية على رقص الباليه قبل أن يجذب جمالها المميز أنظار صانعي الأفلام. في سن الثامنة عشرة تزوّجت المخرج روجر فاديم الذي قدّمها للعالم في فيلم “وخلق الله المرأة”؛ دور استثنائي أطلقها إلى نجومية دولية وأعاد تشكيل صورة الأنوثة على الشاشة.
خلال أواخر خمسينيات وستينيات القرن العشرين، صارت باردو ظاهرة عالمية بفضل أدوارها المتنوعة في أفلام مثل “الحقيقة” التي أكسبتها إشادات نقدية لعمقها الدرامي، و”الازدراء” لتيَن-لوك غودار، و”فيفا ماريا!” حيث أظهرّت جانبها الكوميدي إلى جانب جان مورّو. شخصيتها اللا مبالية وحسن وضع المكياج واللحية المبعثرة وضعا معايير جديدة للموضة وأكّدا مكانتها كرائدة سينمائية.
لم تقتصر موهبتها على صورة الإغراء؛ فقد أبدعت في أدوار معقّدة عاطفياً مثل “الحب على وسادة” و”أسبوعان في سبتمبر”، وبرهنت في “الدب والدمية” على قدرتها في التمتّع بخفة الظّل والعمل عبر أنواع سينمائية متعددة.
في عام 1973، وبينما كانت في ذروة شهرتها، اعتزلت التمثيل عن عمر يناهز التاسعة والثلاثين وتفرّغت للدفاع عن حقوق الحيوان. أسّست مؤسسة بريجيت باردو وناضلت ضد صيد الفقمات والتجارب على الحيوانات، محوّلة شهرتها إلى منصة للحملات البيئية والإنسانية. هذا التحوّل من نجمة إلى ناشطة فاجأ كثيرين لكنه عكس رغبتها في العيش بانسجام مع قناعاتها.
استقرت لاحقاً في سانت تروبيه وفضّلت حياة أكثر هدوءاً بعيداً عن الأضواء، مع ذلك بقيت رمزاً لبريق ستينيات القرن الماضي ولجهود الدفاع عن الحيوان. وفيما تستذكرها الأوساط الفنية كبطلة أثّرت في سينما ما بعد الحرب، فإن سمعتها طُبعت أيضاً بانتقادات لاذعة في سنواتها الأخيرة بعدما صدرت عنها تصريحات معادية للمثليّة وتغريدات وإدانات أدت إلى غرامات بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية. كانت تلك البقع عالقة في ذاكرة الجمهور عن أيقونةٍ كانت يومًا ما من قدّمت البكيني والرغبة الأنثوية والسينما الفرنسية إلى المشهد العالمي.