تقرير: محادثات بين إسرائيل وجنوب السودان بشأن نقل قسري للفلسطينيين

حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن طرد السكان من قطاع غزة سيشكّل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي.

ذكرت ستة مصادر مطلعة لصحيفة الأسوشيتد برس أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان بشأن نقل فلسطينيين من غزة قسرًا إلى ذلك البلد في شرق إفريقيا، في إطار مقترح يُستهدف تهجير جزء كبير من سكان القطاع.

يأتي المقترح كجزء من مسعى إسرائيلي أوسع لإفراغ غزة من سكانها؛ وهو ما تحذّر منظمات حقوقية من أنه يرقى إلى إخلاء قسري و”تطهبر عرقي” وسيُعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني.

يخشى معارضو خطة النقل من منع الفلسطينيين من العودة نهائيًا إلى غزة، وأن يؤدي مغادرتهم الجماعية إلى تهيئة الظروف أمام إسرائيل لضم القطاع وإعادة إقامة مستوطنات، وهو ما يطالب به وزراء من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.

جنوب السودان يعاني من تبعات حرب أهلية اندلعت بعد الاستقلال عام 2011، وأودت بحياة ما يقارب 400 ألف شخص وتركت أجزاء من البلاد تحت تهديد المجاعة. كما تستضيف البلاد بالفعل أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفارين من نزاعات الجوار.

رابط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة فكرة ما أسماه “الهجرة الطوعية” لجزء كبير من سكان غزة، وربط هذه الرؤية بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وفي مقابلة مع محطة i24 قال نتنياهو: «أعتقد أن الصواب، حتى وفق قوانين الحرب كما أعلمها، هو أن تسمح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك». ولم يشر في تصريحه إلى جنوب السودان.

أفادت الأسوشيتد برس أيضًا بأن مقترحات مماثلة طُرحت على لائحة دول تضم السودان والصومال وإقليم أرض الصومال المنفصل.

من جانبها، تعارض مصر، التي تشترك مع غزة بحدود، أي نقل قسري للسكان خشية تدفق موجات لجوء إلى أراضيها.

يقرأ  الإعلان عن الدفعة القادمة من مجندي غيمتشون سانغمو

قال الناشط المدني الجنوب سوداني إدموند ياكاني لصحيفة الأسوشيتد برس إن بلاده «لا يجب أن تتحول إلى مرفأ للنفايات البشرية أو أن تقبل بأن تُستخدم بشرًا كورقة تفاوضية لتحسين العلاقات».

أفاد جو سزلافيك، مؤسس شركة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان، أنه تلقى إحاطة من مسؤولين جنوب سودانيين حول تلك المحادثات. وبحسب قوله، تسعى جوبا إلى أن تضغط إدارة ترامب لرفع حظر سفر وإلغاء عقوبات مفروضة على بعض النخب الجنوب سودانية، ما يشير إلى احتمال ضلوع الولايات المتحدة في أي اتفاق يتعلق بتهجير الفلسطينيين قسرًا.

يرى الصحافي والكاتب بيتر مارتل، مؤلف كتاب First Raise a Flag، أن جنوب السودان ذات موارد مالية محدودة «تحتاج إلى أي حليف وأي مكسب مالي وأمن دبلوماسي يمكن أن تحصل عليه».

سبق لإدارة ترامب أن ضغطت على عدة دول لقبول عمليات ترحيل، وقد استقبلت جنوب السودان بالفعل ثمانية أشخاص تمت إعادتهم من الولايات المتحدة في إطار سياسة الترحيل الشامل.