خيام في غزة تغمرها أمطار غزيرة مناشدات لإسرائيل بالسماح بدخول المساعدات — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أحوال جوية قاسية تزيد من معاناة النازحين في غزه

تعرّض النازحون الفلسطينيون في غزة لمعاناة إضافية مع هطول أمطار شتوية غزيرة خلال الأيام الماضية، بعد أكثر من عامين من القصف والحصار والخسائر الجسيمة في حرب إسرائيلية وصفتها جهات عديدة بالإبادة الجماعية. تواصل إسرائيل منع دخول مساعدات وملاجئ حيوية إلى القطاع، ما زاد من هشاشة الوضع الإنساني.

تدفقت مياه الأمطار داخل الخيم الرفيعة وتحولت المخيمات العشوائية إلى بحيرات من الطين يوم الاثنين، ما صعّب الحركة وعرّض السكان لمخاطر جديدة. معظم العائلات مضطرة للنزوح في خيام وملاجئ مؤقتة بعد أن دمّر القصف نحو 80 بالمئة من الأبنية في القطاع، وفق تقديرات.

ومع الفيضانات، حذّر مسؤولو الصحة والجهات المحلية من تهديدات مرضية تنشأ عن اختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري المدمرة والمشبعة بالقمامة، كما أن المباني المتضررة قد تنهار تحت وطأة الأمطار والرياح العاتية. في يوم الأحد، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً عندما انهيار جدار متضرر جزئياً فوق خيمتها في حي الرمال غرب مدينة غزة، وفق ما نقلته الجزيرة عربية.

على الرغم من تحذيرات المسؤولين بعدم المبيت في الأبنية المتضررة، فإن الخيم توفر حماية محدودة من الأمطار ولا تقاوم الفيضانات. وأبلغت السلطات في غزة عن وفاة ما لا يقل عن 15 شخصاً هذا الشهر جراء انخفاض درجات الحرارة والإصابة بالبرودة، من بينهم ثلاثة رضع. آخر الضحايا رضيع يبلغ من العمر شهرين اسمه أركان فراس مسلم، توفي نتيجة البرد القارس.

مياه الفيضانات الملوَّثة

من قلب مدينة غزة، في حي الزيتون الذي تحوّل أغلب مبانيه إلى ركام جراء الهجمات الإسرائيلية، نقلت مراسلة الجزيرة هند خدا ري (مراسلـة) أن الأمطار أحدثت حفر مياه وبِــــطون طينية تصل إلى عمق يصعّب المرور في كثير من المناطق. وقالت إن الناس «يعانون عند المشي في تلك البرك الطينية»، مضيفة أنها ليست مياه عادية بل «مياه صرف صحي ونفايات».

يقرأ  شغف الصين بـ«ملك الفواكه» يعيد تشكيل جنوب شرق آسيا — صحة

تعمل فرق بلدية على ضخ مياه المجاري من الشبكات المغمورة والمكتظة، بينما يروي السكان حالات دخول مياه الصرف إلى الخيم. تقول العائلات إن مياه المجاري تتسلّل إلى مساكنهم المؤقتة وتزيد من خطر انتشار الأمراض.

نداءات لتسريع دخول المساعدات

دعت منظمات الإغاثة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على دخول المساعدات والمواد اللازمة للإنقاذ، مشيرة إلى أن ما يدخل من معونات لا يرقى إلى مستوى ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة. كتب فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على وسائل التواصل الاجتماعي: «مزيد من الأمطار. مزيد من البؤس البشري واليأس والموت. الطقس الشتوي القاسي يفاقم معاناة دامت أكثر من عامين. الناس في غزة يحيون في خيام رقيقة مشبعة بالماء وبين أنقاض.» وأضاف أن «ما يجري لم يكن أمراً محتوماً؛ المعونات لا تُسمح بالدخول بالمقياس المطلوب».

تستمر الهجمات الإسرائيلية

على الرغم من سريان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، تواصلت اعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين داخل غزة. أفاد مصدر طبي للجزيرة عربية بإصابة ثلاثة فلسطينيين يوم الاثنين جراء استهداف قوات إسرائيلية مخيم جباليا في شمال القطاع، وقد أفاد شهود بأن الاستهداف وقع من منطقة كانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت منها ضمن بنود وقف النار. كما وردت أنباء عن غارة جوية على الأجزاء الشرقية من مخيم البريج وقصف مدفعي شرق رفح وهجمات أخرى شرق مدينة غزة.

تضمن اقتراح خُطّة من عشرين نقطة طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في سبتمبر وقفاً مبدئياً تلاه خطوات نحو سلام أوسع، وشهدت المرحلة الأولى تبادلاً للأسرى وسحباً جزئياً للقوات الإسرائيلية من القطاع، إلا أن القوات لا تزال تحتل نحو نصف المساحة، وتواصل الاعتداءات بينما لم تصل المساعدات الإنسانية بالقدر الذي وُعد به.

يقرأ  سجن مواطنين صينيين في جنوب أفريقيا بعد إدانتهم باختطاف وإجبار ملاويين على العمل القسري

منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 414 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1,100 آخرين جراء خروقات وقف إطلاق النار، مما يضيف بعداً جديداً لمعاناة المدنيين الذين يكابدون الفيضانات والبرد والحرمان من المساعدات الأساسية.

أضف تعليق