خمس خلاصات رئيسية من لقاء ترامب ونتنياهو في فلوريدا أبرز مستجدّات الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

التقاء متشاور ومتناغم

قدما رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب واجهة موحدة، وتبادلا الثناء خلال لقاء جديد عُقد لمناقشة التوترات في الشرق الأوسط، في زيارة نتنياهو الخامسة إلى الولايات المتحدة منذ تنصيب ترامب في يناير، حيث التقى به في منتجع مار-أ-لاجو في فلوريدا.

المحوران الرئيسيان: غزة وإيران

تحوّلت المجاملات المتبادلة إلى تناغم سياسي واضح حين تناول الزعيمان أكبر الملفات إلحاحاً في المنطقة: تطورات قطاع غزة والتهديد الإيراني. طمأن ترامب الصحافيين بأن إسرائيل تساعد أهالي غزة، وقلّل من شأن انتهاكات وقف إطلاق النار التي تقع تقريباً يومياً.

خلاصة اللقاء

ترامب يضغط لتجريد حماس من السلاح
قبل اللقاء وبعده شدّد ترامب على أن حماس يجب أن تتخلى عن سلاحها، ملوّحاً بعقاب شديد إن رفضت ذلك. ورداً على سؤال عمّا سيحصل إذا لم تسلّم حماس أسلحتها قال: «سيكون أمراً فظيعاً بالنسبة لهم، فظيع. سيكون سيئاً جداً، جداً لهم».

وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن أولوية واشنطن الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، التي تتضمن إقامة إدارة فلسطينية تكنقراطية ونشر قوة شرطة دولية.

رواية ترامب ركّزت على حماس، مؤكداً أن دولاً عرضت «قضمها» إذا لم تتخلى عن السلاح. من جهة أخرى، تُفيد الإحصاءات بأن إسرائيل قتلت 414 فلسطينياً في غزة منذ بدء الهدنة في تشرين الأول، وتواصل فرض قيود على تدفّق المساعدات الدولية إلى القطاع، بما في ذلك توفير المأوى المؤقت، رغم ظروف الطقس المميتة التي يعانيها النازحون في الخيام. ومع ذلك قال ترامب إن إسرائيل تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق «مئة بالمئة» وأضاف: «أنا غير قلق بشأن أي شيء تفعله إسرائيل».

التهديدات الأميركية لإيران

يقرأ  ترامب يطالب بفتح تحقيقفي «تخريب» السلم المتحرك والنص الآلي بالأمم المتحدة

لوّح ترامب بأن واشنطن قد تنفذ عمليات عسكرية إضافية ضد إيران إذا أعادت بناء برنامجها النووي أو قدراتها الصاروخية. وكرّر أن الضربات الجوية الأميركية ضد منشآت إيرانية في يونيو مهدّت، حسب قوله، الطريق لوقف إطلاق النار في غزة. قال: «الآن أسمع أن إيران تحاول أن تعيد بناء قدراتها، وإذا فعلت فسيتعين علينا أن نوقفها. سنسحقهم. سنضربهم ضربة قاسية. لكن من المؤمل ألا يحدث ذلك».

في الأسابيع الأخيرة حوّل المسؤولون الإسرائيليون وحلفاؤهم الأميركيون الاهتمام إلى برنامج الصواريخ الإيراني، معتبرين أنه يجب التعامل معه قبل أن يشكّل تهديداً لإسرائيل. وعند سؤاله عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستؤيّد هجوماً إسرائيلياً يستهدف برنامج الصواريخ الإيراني أجاب ترامب بقسمين: «إذا واصلوا تطوير الصواريخ، نعم. النووي؟ سريعاً. حسناً؟ واحد سيكون: نعم، بالمطلق. الآخر: سنفعله فوراً.»

إيران نفت التفاوض حول برنامج الصواريخ ونفت السعي لصنع سلاح نووي، بينما يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تملك ترسانة نووية غير معلنة.

مهرجان الأُخوّة السياسي

منذ بداية الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزة، تناولت تقارير إعلامية أميركية أن رؤساء أميركيين سابقين وحاليين عبروا عن استياء أو إحباط من نتنياهو، لكن الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي لإسرائيل لم يتوقف. قبيل زيارة نتنياهو ظهرت تكهّنات عن شرخ محتمل بينه وبين ترامب، إلا أن الزعيمين قدما عرضاً للعلاقة الوثيقة الاثنين.

وصف ترامب نتنياهو بأنه «بطل»، لافتاً إلى أن إسرائيل ربما لم تكن لتستمر لولا قيادته في وقت الحرب، ومؤكداً: «نحن معكم وسنستمر معكم، والكثير من الأمور الجيدة تحدث في الشرق الأوسط. لدينا سلام في المنطقة وسنحاول الحفاظ عليه. أعتقد أننا سننجح بذلك. وأنت صديق عظيم».

كما أبرز ترامب جهوده للحصول على عفو رئاسي لنتنياهو الذي يواجه تهم فساد في إسرائيل، بينما أعلن نتنياهو أن الرئيس الأميركي سيمنح جائزة إسرائيل، وهي جائزة تُمنح عادة لمواطني إسرائيل. وقال نتنياهو: «عليّ القول إن هذا يعكس الشعور الغالب لدى الإسرائيليين عبر الطيف. هم يقدّرون ما فعلته لمساعدة إسرائيل ومساعدتنا في معركتنا المشتركة ضد الإرهابيين ومن يريد تدمير حضارتنا». مع ذلك، لم يُمنَح نتنياهو العفو فعلياً.

يقرأ  جنة المؤثرين — بالي تتحول إلى ضحية نجاحها

مقاربة جديدة تجاه سوريا

من الملفات التي ضغط فيها ترامب على نتنياهو ملف سوريا؛ إذ قال إن نتنياهو «سيتفاهم» مع سوريا وأشاد برئيسها الجديد أحمد الشراع. منذ سقوط الرئيس السابق بشّار الأسد العام الماضي، وسّعت إسرائيل احتلالها لجنوب سوريا إلى ما هو أبعد من مرتفعات الجولان، وسيّرت غارات وعمليات اختطاف وترويع ضدّ مدنيين بحسب تقارير. وأكدت السلطات السورية الجديدة أنها لا تسعى للصراع مع إسرائيل، لكن المباحثات لإبرام اتفاق أمني بين البلدين متوقفة.

قال ترامب: «لدينا تفاهم بشأن سوريا. الآن، لدى سوريا رئيس جديد. أنا أحترمه. رجل قوي جداً، وهذا ما تحتاجه سوريا». من جهته اكتفى نتنياهو بالقول: «مصلحتنا أن نؤمن حدوداً هادئة مع سوريا. نريد أن نضمن أن المنطقة الحدودية بجانب حدودنا آمنة — لا إرهابيين ولا هجمات».

عن احتمال تجدد الحرب في لبنان: «سنررىا»

منذ بدء الهدنة في غزة كثّفت إسرائيل هجماتها في لبنان، ما أثار مخاوف من إعادة إطلاق حرب شاملة على ذلك البلد. في وقت سابق من العام أصدرت الحكومة اللبنانية مرسوماً بسعيها لتفكيك سلاح حزب الله، لكن الحزب تعهد بالاحتفاظ بسلاحه دفاعاً عن لبنان. عند سؤال ترامب عمّا إذا كان سيدعم المزيد من الغارات الإسرائيلية في لبنان اكتفى بالقول: «سنرَى الأمر». وأضاف أن الحكومة اللبنانية في وضع صعب نسبياً فيما يتعلق بحزب الله، وأن الحزب «تصرف بشكل سيء»، فـ«سنرى ماذا سيحدث».

الخلاصة: لقاء حمل رسائل دعم أميركي كاملة لإسرائيل، وتهديدات واضحة لإيران، وضبابية متعمدة بشأن حدود التدخّل في ملفات سوريا ولبنان، بينما يبقى ملف إعادة بناء سلطة فلسطينية وإدخال قوة دولية لإنفاذ التهدئة قيد النقاش الدولي.

أضف تعليق