نداء لعقد تحقيق وطني في تصاعد معاداة السامية
عائلات ضحايا الهجوم الدموي الذي استهدف احتفالاً يهودياً على شاطئ بوندي في استراليا هذا الشهر طالبت بفتح تحقيق وطني في تزايد الكراهية المعادية لليهود. في رسالة مفتوحة نُشرت يوم الإثنين، دعا أقارب 11 من ضحايا الهجوم رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إلى تشكيل لجنة ملكية للتحقيق في ما وصفوه بـ«الارتفاع السريع» و«الخطر» في مشاعر العداء تجاه اليهود بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 على اسرائيل.
قُتل خمسة عشر شخصاً، غالبيتهم من اليهود، عندما أطلق مسلحان النار على احتفال عيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي بمدينة سيدني في 14 ديسمبر. وأعلنت السلطات الأسترالية أن المشتبه بهما، ساجد أكرم وابنه نڤيد، استُلهما من تنظيم داعش (المعروف أيضاً باسم «الدولة الإسلامية»).
قالت العائلات في رسالتها إنها بحاجة لمعرفة سبب تجاهل «الإشارات التحذيرية الواضحة» وكيف سُمح «لكراهية معادية لليهود … أن تتصاعد بشكل خطير بلا مراقبة». وأضافوا: «نحن أستراليون فخورون ويهود فخورون، وقد تحملنا أكثر من عامين ونصف من الاعتداءات المتواصلة». وتابعت الرسالة أن «أطفالنا يشعرون بعدم الأمان في المدارس والجامعات. لم تعد منازلنا وأماكن عملنا وملاعبنا ومساحاتنا العامة آمِنة.»
وصفت العائلات استجابة حكومة حزب العمال بقيادة ألبانيز للهجوم — والتي تضمنت مقترحات لتشديد قوانين حمل السلاح وإدخال تشريعات أشد ضد خطاب الكراهية — بأنها «غير كافية على الإطلاق». وختمت بالقول: «صعود معاداة السامية والتطرف في استراليا خطر لا يزول. نحتاج إلى إجراءات حاسمة الآن. نحتاج إلى قيادة الآن.»
جاءت مطالبات التحقيق في وقت أعلن فيه ألبانيز عن شروط مراجعة مستقلة يوم الإثنين للتحقق مما إذا كان بإمكان وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات أن تفعل المزيد لمنع الهجوم. يقود هذه المراجعة رئيس الاستخبارات السابق دينيس ريتشاردسون، وسيبحث ما كان معروفاً عن المشتبه بهما قبل الهجوم وتبادل المعلومات بين الوكالات الفدرالية والولائية، من بين قضايا أخرى.
وقد قاوم ألبانيز وزملاؤه مطالب إجراء تحقيق عمومي، بحجة أن مثل هذه العملية قد تستغرق سنوات وقد تضع على المنبر أصواتاً متطرفة وتضعف التماسك الاجتماعي. وقال ألبانيز في مؤتمر صحفي إن «إرهابيين معادين للسامية حاولوا قبل أكثر من أسبوعين أن يمزقوا وطننا، لكن بلدنا أقوى من هؤلاء الجبناء». وأضاف: «ذهبوا إلى شاطئ بوندي لإشاعة مجزرة ضد مجتمعنا اليهودي. يجب أن نردّ بوحدة وعزم لا بالانقسام والتأجيل.»
تزايدت المشاعر المعادية لليهود، إلى جانب مشاعر معادية للإسلام وللهجرة، في استراليا، وأعرب كثير من السكان عن قلقهم من تنامي التطرف اليميني في بلد نصف سكانه مولودون في الخارج أو لأبوين مولودين في الخارج. في سبتمبر، خرج الآلاف في تظاهرات بعدة مدن من بينها سيدني وبيرث وكانبيرا وبريسبان للمطالبة بإنهاء «الهجرة الجماعية».
ووصفّت الحكومة الأسترالية تلك المسيرات — التي جاءت تحت شعار «مسيرة من أجل أستراليا» — بالعنصرية، وقالت وزيرة الشؤون متعددة الثقافات آن آلي إن التجمعات «نظّمها نازيون». وعلى موقع جماعة «مسيرة من أجل أستراليا» ووسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بها، ذُكر أن «الهجرة الجماعية مزّقت روابط مجتمعاتنا»، وأن المسيرات تهدف إلى فعل «ما لم يجرؤ السياسيون التقليديون على فعله: المطالبة بإنهاء الهجرة الجماعية».
إلا أن استراليا شهدت أيضاً ارتفاعاً حاداً في عدد الحوادث المعادية للسامية والإسلاموفوبيا منذ 7 أكتوبر 2023. سجل المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، الذي يدعم تعريف تحالف تذكرى الهولوكوست الدولي لمعاداة السامية، 1654 حادثة معادية لليهود على مستوى الوطن بين 1 أكتوبر 2024 و30 سبتمبر 2025، بعد أكثر من 2060 حادثة في العام السابق. وسجل «سجل الإسلاموفوبيا في أستراليا» 309 حوادث وجهاً لوجه من الإسلاموفوبيا و366 حادثة على الإنترنت بين 1 يناير 2023 و31 نوفمبر 2024.
وانتقدت العديد من منظمات الحقوق، بما في ذلك بعض الجماعات اليهودية، تعريف التحالف الدولي لمعاداة السامية، معتبرة أنه استُخدم لخلط النقد المشروع لإسرائيل — وخصوصاً نقد ما وصفته بعض الجهات بـ«حربها الإبادة في غزة» — مع خطاب كراهية ضد اليهود.
ومن أبرز المنتقدين لألبانيز بعد هجوم شاطئ بوندي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حمّل حكومة ألبانيز مسؤولية فشلها في حماية الجالية اليهودية في استراليا وربط أيضاً إطلاق النار بقرار استراليا الاعتراف بدولة فلسطينية.