الأمم المتحدة تحذّر: طفلٌ من كلِّ اثنينٍ في أجزاءٍ من دارفور يعاني من سوء التغذية — أخبار الحرب في السودان

يونيسف تحذر من مستوى «غير مسبوق» من سوء التغذية بين الأطفال النازحين من الفاشر

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من بلوغ معدلات «غير مسبوقة» لسوء التغذية بين الأطفال في إقليم شمال دارفور الذي مزقته الحرب، ودعت إلى فتح وصول فوري للأطفال والأسر المحاصرة جراء الصراع.

خلال بيان صدر يوم الاثنين، أشارت اليونيسف إلى تزايد الأعمال القتالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بينما تواصل الأخيرة اتساع نفوذها شرقيًا بعد سيطرتها على مدينة الفاشر أواخر أكتوبر. وذكّرت المنظمة بأن النزاع الذي اندلع عام 2023 أودى بعشرات الآلاف، وأجبر أكثر من 12 مليون شخص على النزوح، وأطلق موجات جوع ومجاعة في أجزاء عدة من السودان؛ وضع وصفته الأمم المتحدة بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».

مدى الأزمة في أم بارو

قالت اليونيسف إن نحو 53% من 500 طفل جرى فحصهم في محلية أم بارو بشمال دارفور في مطلع الشهر الحالي كانوا يعانون من سوء تغذية حاد. ومن بين هؤلاء كان واحد من كل ستة أطفال يعاني من «سوء تغذية حاد وشديد»، وهي حالة مهددة للحياة قد تقتل الطفل خلال أسابيع إذا لم يتلقَ علاجًا عاجلاً.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في البيان: «عندما يصل سوء التغذية الحاد الشديد إلى هذا المستوى، يصبح الزمن العامل الحاسم. أطفال أم بارو يقاتلون من أجل حياتهم ويحتاجون إلى مساعدات فورية. كل يوم يمر دون وصولٍ آمن وغير معرقل يزيد من خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن تفاديها تمامًا».

أصل النازحين وانتهاكات موثّقة

تشير اليونيسف إلى أن كثيرين من الموجودين حاليًا في منطقة أم بارو قدموا مؤخرًا من الفاشر إثر تصاعد الاشتباكات فيها أواخر أكتوبر، ويُقدَّر أن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا عن المدينة التي كانت تعاني من المجاعة آنذاك. وأبلغ العديد من الفارين عن ارتكاب فظائع جماعية، بما في ذلك عمليات قتل واعتداءات جنسية واعتقالات نفذتها عناصر من قوات الدعم السريع.

يقرأ  وزير النقل يحذّر:الإغلاق قد يقلّص عدد الرحلات في الولايات المتحدة إلى حدٍّ ضئيل

إتاحة الوصول و«مسرح الجريمة»

يوم الجمعة سُمح لفريق أممي إنساني بالدخول إلى الفاشر لأول مرة منذ عامين. وأخبرت منسقة الشؤون الإنسانية المقيمة للأمم المتحدة في السودان، دينيس براون، وكالة رويترز أن فرق الإغاثة الدولية التي زارت المدينة وجدتها خالية إلى حد كبير. وصفت براون الفاشر بأنها «مسرح جريمة»، مشيرة إلى أن السكان الذين شوهدوا كانوا يعيشون في مبانٍ مهجورة أو مخيمات بدائية تستخدم أغطية بلاستيكية بسيطة. وأضافت أن الأمم المتحدة قلقة للغاية بشأن الجرحى ومن قد يكونون محتجزين.

ردود الفاعلين العسكريين والسياسيين

لم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع. وبعد سقوط الفاشر وتثبيت عناصرها للسيطرة على أجزاء من دارفور، تواصل القوات تحركها شرقًا نحو منطقة كردفان، مع فرض حصار على مدينتيّ كادوقلي وقلينغ في جنوب كردفان، ما زاد من تفاقم أزمة الجوع هناك. وتوسعت العمليات العسكرية أيضًا بدفع مزيد من السكان إلى الفرار من أجزاء من البلاد، لا سيما شمال دارفور وشمال كردفان، تاركة وراءها «مدنًا أشباحًا».

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، محمد خالد خياري، أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي: «كل يوم يمر يجلب مستويات مروعة من العنف والدمار. المدنيون يتحملون معاناة هائلة لا يمكن تصورها، ولا نهاية تلوح في الأفق». ودعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الأهلية الوحشية، في حين قدم رئيس وزراء السودان، كميل إدريس، خطة سلام لمجلس الأمن تدعو إلى نزع سلاح قوات الدعم السريع، وهو مطلب رفضته الأخيرة واعتبرته «أمنيات لا واقع لها».

أما قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فاستبعد حلًا سياسيًا لا يتضمن نزع سلاح قوات الدعم السريع، قائلاً: «لا نتحدث عن حل عسكري… لكن الحل العسكري لا يلزم أن ينتهي بالقتال؛ قد ينتهي بالاستسلام. سينتهي الحرب بعد أن تُوضع الأسلحة» — في إشارة إلى ضرورة تسليم السلاح لإنهاء الصراع.

يقرأ  جيل بروفل — منحوتات خشبية تكشف ترابط كل الأشياء

خاتمة

مع تدهور الوضع الإنساني وتصاعد عمليات القصف والحصار خلال موسم الجفاف، تحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن الوقت ضيق للغاية لإنقاذ آلاف الأطفال والأسر المعرضين لمخاطر الجوع وسوء التغذية والوفيات التي يمكن تفاديها، وتشدّد على ضرورة وصول طارئ وآمن دون عراقيل إلى المناطق المتضررة.

أضف تعليق