علي يرليكايا
أفادت وزارة الداخلية التركية بأن أكثر من 350 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية قد تمّ توقيفهم في إطار عمليات شرطية واسعة النطاق شملت أنحاء البلاد. وأوضح وزير الداخلية علي يرليكايا أن 357 متهماً جرى القبض عليهم في 21 محافظة خلال مداهمات منسقة نفذت صباح الثلاثاء.
تأتي هذه العمليات بعد يوم واحد من حصار استمر نحو ثماني ساعات في بلدة يالوفا شمال غرب البلاد، أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط شرطة وستة مشتبه فيهم، وإصابة ثمانية ضباط آخرين وعنصر من قوات الأمن بجروح.
وقبل أقل من أسبوع، أوقفت السلطات 115 متهماً إضافياً، وقال المدعي العام إنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تستهدف غير المسلمين خلال فترة عيد الميلاد ويوم راس السنة.
نشر الوزير يرليكايا على منصة X أن عمليات الثلاثاء شملت عدداً من المدن من بينها أنقرة وإسطنبول ويالوفا، وأضاف: «كما لم نمنح من قبل فرصة لمن يحاولون أن يركعوا هذا البلد بالإرهاب، فلن نمنحهمها مستقبلاً أيضاً».
وشارك وزير الداخلية مقطع فيديو يُظهر عشرات ضباط مكافحة الإرهاب وهم يشاركون في المداهمات ويقومون بتوقيف عدد من الأشخاص. وفي مداهمات لعناوين في إسطنبول ومحافظتين أخريين — حيث تم توقيف 110 أشخاص بحسب مكتب المدعي العام — صادرت الفرق وثائق ومواد رقمية، وأظهرت صور في وسائل الإعلام المحلية عدداً من الأسلحة بما في ذلك سكاكين وذخيرة.
أصدرت نيابة إسطنبول بياناً قالت فيه إن معلومات الاستخبارات توحي بأن المشتبه بهم قد كانوا ينوون تنفيذ هجوم في يوم راس السنة، وإن 41 من المجموعة المحتجزة يشتبه في وجود صلات لهم بالاشتباك الذي وقع في يالوفا يوم الاثنين. كما قال الوزير إن 16 فرداً آخرين احتُجزوا في يالوفا لمشاركتهم «منشورات تحريضية» على شبكات التواصل الاجتماعي.
أقيمت يوم الثلاثاء جنازات الضباط الثلاثة الذين قتلوا في يالوفا، والذين أُعلن عن أسمائهم على النحو التالي: إيلكر بَهليڤان، تورغوت كولُنك، وياسين كوتشيغيت. وقد أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، مؤكداً أن تركيا ستواصل مكافحتها «للمجرمين الشرهين الذين يهددون أمن دولتنا وسلامة أمتنا».
في وقت سابق من الشهر نفسه نفّذت السلطات مداهمات واسعة واعتقلت 115 شخصاً آخرين، وقالت الجهات الرسمية إن مناصري التنظيم كانوا يخططون لهجمات في أنحاء تركيا، لا سيما ضد غير المسلمين خلال عيد الميلاد ويوم راس السنة.
وذكرت تقارير أن الحصار على منزل في يالوفا استمر نحو ثماني ساعات. وتستهدف أجهزة الأمن التركية بانتظام أشخاصاً يشتبه بصلاتهم بتنظيم الدولة الإسلامية، فيما تشترك تركيا بحدود برية طولها نحو 900 كيلومتر مع سوريا، حيث لا يزال التنظيم ينشط في بعض المناطق.
وأضافت التقارير أن الرئيس السوري أحمد الشراع، الذي تربطه علاقات وثيقة بالحكومة التركية، تعهّد بالعمل مع الولايات المتحدة وأوروبا للقضاء على بقايا عناصر التنظيم. وردّت الولايات المتحدة بشن موجة ضربات جوية على مواقع للتنظيم في سوريا يوم الجمعة، بعد مقتل ثلاثة أمريكيين؛ حيث قُتل جنديان أمريكيان ومترجم مدني في كمين نفذه مسلحو التنظيم في وقت سابق من هذا الشهر.