تايلاند تؤجل الإفراج عن جنود كمبوديين على خلفية مزاعم بخرق الهدنة

بينما صمدت الهدنة منذ يوم السبت، تقول تايلاند إن كمبوديا خرقت الاتفاق عبر طلعات لطائرات مسيّرة دخلت المجال الحدودي.

اعلنت تايلاند أنها تؤجل نقل 18 جندياً كمبودياً أسروا، في وقت يتصاعد فيه التوتر على خلفية نزاع حدودي بين البلدين في جنوب شرق آسيا، إذ زُعم وجود خروقات لاتفاق الهدنة المُجدّد، على الرغم من مرور أكثر من 72 ساعة التي كان يفترض أن تُؤدي إلى إطلاق سراحهم.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية نيكورنديج بالانكورا يوم الثلاثاء إن بانكك أعادت النظر في توقيت التسليم بعد توغّل طائرات مسيّرة كمبودية ليلة الأحد في الأجواء التايلاندية.

«تحديد تاريخ ووقت الإفراج يعتمد على الجانب الأمني»، قال ذلك في مؤتمر صحفي، مضيفاً أن عملية التسليم قد «تحدث قريباً».

وكانت القوات التايلاندية قد اتهمت سابقاً كمبوديا بانتهاك شروط الهدنة بسبب موضوع الطائرات المسيّرة، وأفادت يوم الاثنين بأن أكثر من 250 طائرة مسيّرة دخلت أراضيها ليلة الأحد.

وعند سؤال الحكومة الكمبودية عن سبب تأخير الإفراج، قال المتحدث الرسمي بن بونا إن الوضع يخضع للمراقبة ولم يصدر رد حكومي حتى الآن، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

كان مقرراً أن يجري تسليم الأسرى إذا التزمت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ عند الظهر (05:00 بتوقيت غرينتش) يوم السبت لمدة 72 ساعة.

ورغم أن الهدنة صمدت حتى الآن وأوقفت نحو 20 يوماً من القتال الذي أودى بحياة أكثر من مئة شخص وشرد ما يزيد على نصف مليون على جانبي الحدود، فقد أرسلَت وزارة الخارجية التايلاندية احتجاجاً رسمياً إلى كمبوديا بعد إصابة جندي تايلاندي بفقدان طرفه جراء انفجار لغم أرضي يوم الاثنين.

كانت حوادث الألغام من بين المسببات التي أدت إلى تجدد القتال، الذي اشتد مجدداً الشهر الماضي عقب خمسة أيام من الاشتباكات في يوليو/تموز أُوقفت بهدنة توسطت فيها الولايات المتحدة وماليزيا.

يقرأ  هجوم روسي على زابوريجيا — كييف ترد بضرب مصافي نفط روسية

قال وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فونغكيتكيو في وقت سابق يوم الثلاثاء إن الهدنة هشة وتحتاج من الطرفين تجنّب أي ممارسات قد تؤجج التوترات. «الهدنة اتُفِق عليها لتوها، لذا ثمة هشاشة»، قال للصحفيين. «ينبغي تجنّب التحريض أو أي أمور قد تُضعف الهدنة».

العديد لا يزالون مهجرين رغم الهدنة

من مدينة بويبِت الكمبودية قرب الحدود مع تايلاند، قال مراسل الجزيرة أسد بيغ إن هدوءاً متوتراً خيّم مع دخول الهدنة حيز التنفيذ.

تجمّع مئات الأشخاص تحت حرارة الشمس بانتظار توزيع مساعدات أساسية في ظل الهدنة. بينما عاد بعض الكمبوديين إلى منازلهم، قال بعضهم إنهم لا يزالون خائفين أو غير قادرين على العودة إلى قراهم.

«يقولون إنهم سيبقون في مخيمات النازحين داخلياً لأنهم ليسوا متأكدين من استمرار هذه الهدنة»، أضاف المراسل. «لقد شهدوا هدناً من قبل ورأوها تنهار».

أشار أيضاً إلى أن آخرين لا يستطيعون العودة لأن قوات تايلاندية ما تزال متمركزة داخل أو قرب قراهم، ولدى بعضهم منازل مدمرة نتيجة القتال. وبموجب بنود اتفاق الهدنة يوم السبت، اتفق الطرفان على بقاء قواتهما في مواقعها الحالية.

«مع أنه يسود هدوء… لا أحد هنا يصف هذه الهدنة بأنها مستقرة أو دائمة بعد»، ختم المراسل.

أضف تعليق