تبددت خطط كثيرين للاحتفال برأس السنة بعدما تسبّب انقطاع في التيار الكهربائي داخل نفق القنال في إلغاء رحلات يوروستار وإحداث فوضى سفر طاولت آلاف الأشخاص يوم الثلاثاء.
أُصيب ركاب يوروستار بارتباك واضطراب، خصوصاً بعد أن ظلّ بعضهم عالقين على متن القطارات ساعات طويلة — أكثر من ست ساعات — وسط تأخيرات وإلغاءات متتالية. أحد الركاب قال إنه ركب قطار الساعة 19:01 المتجه إلى باريس، لكنه بقي حتى الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش محبوساً عند مدخل النفق. وأضاف أن الطاقم أخبره: «هناك فرصة 50% أن نتجه إلى باريس، و50% أن نعود إلى لندن». وقال الشاب الباريسي البالغ من العمر 27 عاماً: «أظن أن خطتي للعام الجديد أصبحت بين يدي مشغلي النفق الآن».
أعلنت يوروستار أنها تخطط لتشغيل جميع خدماتها يوم الأربعاء، لكنها حذّرت من احتمال استمرار بعض التأخيرات والإلغاءات. وقد أُلغيت خدمة لندن–باريس المقررة للساعة 06:00 بتوقيت غرينتش.
كان سبب الانقطاع خللاً في شبكة التغذية الكهربائية العلوية واضطراباً آخر ناجماً عن تعطل قطار LeShuttle، ما أدى إلى إغلاق جميع المسارات يوم الثلاثاء وأثر على مسافرين يحاولون مغادرة البلد للاحتفال برأس السنة. استؤنفت بعض خدمات يوروستار وLeShuttle مساء الثلاثاء، لكن التأخيرات استمرت مع فتح واحد فقط من مساري السكة في النفق.
أفاد مشغّل نفق القنال (Getlink) بأن أعمال الإصلاح استمرت طوال الليل لمعالجة مشكلة الكهرباء. وعلى موقعها قدّمت يوروستار تحديثاً جاء فيه أنها استأنفت الخدمات بعد مشكلة الكهرباء، وأنه قد ظهرت بعض مشكلات بنية تحتية على السكة خلال ساعات الليل، وأضافت: «نخطط لتشغيل جميع خدماتنا اليوم، ومع ذلك، وبسبب تأثيرات تتابعية قد يطرأ بعض التأخير أو إلغاء رحلات في اللحظات الأخيرة. يرجى متابعة التحديثات الحية على صفحة حالة القطار والجداول الزمنية.»
روى دنيس فان دير ستين من هولندا أنه كان في طريقه إلى أمستردام لقضاء ليلة رأس السنة مع العائلة والأصدقاء، لكنه أمضى نحو ست ساعات محبوساً على متن قطار يوروستار قبل أن يبدأ في الحركة مجدداً حوالي الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش. قال: «نحن عالقون»، وأشار إلى انعدام التيار على متن القطار عند توقفه، وأن بعض الركاب ناموا بينما كان آخرون قلقين جداً. تم إعلامه لاحقاً بأن القطار سيكمل رحلته.
وصف راكب آخر شعوراً بـ«قطار من المشاعر المتقلبة» لساعات، بسبب عدم اليقين فيما إذا كان قطاره سيعبر القنال أم سيعود إلى لندن؛ وفي النهاية وصل قطاره إلى بروكسل، وقال: «سعيد بالوصول إلى الوطن، رأيت عائلات كثيرة محتجزة».
تدفّقت صور حشود كبيرة من المسافريين العالقين في محطة لندن سانت بانكراس إلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد خروج التيار. وأظهرت صورة شاركها سائق قطار يوروستار كابلات كهربائية علوية مرمية على امتداد القضبان. وفي الوقت نفسه تسبّبت السيارات التي كانت تنوي استخدام نفق القنال في اختناقات مرورية قرب محطة LeShuttle في فولكستون.
قال تيم براون، الذي كان يحاول العودة إلى المملكة المتحدة بعد قضاء عيد الميلاد في ألمانيا، لوكالة الأنباء PA إنه بقي محشوراً في سيارته على قطار LeShuttle لأكثر من ثلاث ساعات «بدون وصول إلى طعام أو ماء».
بحلول منتصف يوم الثلاثاء أُلغي ما لا يقل عن اثنتي عشرة خدمة يوروستار بين المملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا. وقد اعتذرت الشركة للركاب وأعلنت أن بإمكانهم إعادة ترتيب خطط سفرهم مجاناً أو إلغاء الحجز واسترداد ثمن التذكرة أو الحصول على قسيمة إلكترونية.
وحثّت يوروستار عملاءها على «إعادة حجز رحلتهم ليوم آخر إذا أمكن، مع توفير استبدال مجاني»، ونصحت أيضاً بعدم التوجه إلى محطاتها إذا كانت الرحلة قد أُلغيت مسبقاً.